fbpx
استراتيجية التدخل العسكري لتحرير الرهائن الأجانب .. هل تنجح في اليمن ؟
شارك الخبر
استراتيجية التدخل العسكري لتحرير الرهائن الأجانب .. هل تنجح في اليمن ؟

يافع نيوز – وكالة شينخوا

شهدت اليمن مؤخراً اعتماد استراتيجية القوة ” التدخل العسكري” لتحرير الرهائن الأجانب, في خطوة يراها بعض المراقبين بأنها ” مجدية” وآخرين يرونها بأنها تمثل تهديداً حقيقياً على مختطفين لا يزالون رهن الاختطاف.

 

وجرت العادة في السابق باليمن التي تشهد باستمرار تعرض الأجانب لعمليات الاختطاف , الركون إلى الوساطات ودفع مبالغ مالية “فدية” لتحرير الرهائن.

 

ويقف تنظيم القاعدة النشط جداً في هذا البلد وراء معظم عمليات اختطاف الأجانب.

وخلال السنوات الماضية تعرض عشرات الأجانب للاختطاف إلا أنه تم الإفراج عنهم بوساطات ودفع مبالغ مالية كبيرة لتنظيم القاعدة.

وتشير الإحصائيات إلى أن العام الجاري شهد تعرض ستة أجانب للاختطاف هم من المواطنين الايطاليين أحدهم موظف أممي , ومواطن ألماني ومواطن بريطاني وطبيب روسي وطبيبة طاجيكية, أُفرج عن معظمهم بوساطات ودفع فدية.

 

كما نجا 6 أجانب من الخطف , وقتل موظف فرنسي يدعى جون شوكر, كان يعمل في بعثة الاتحاد الأوروبي , بالإضافة إلى مقتل الدبلوماسي الإيراني علي أصغر أسدي الذي يعمل مسئولاً مالياً في السفارة الإيرانية بصنعاء.

 

وتشير الإحصائيات إلى أن دبلوماسي ألماني أصيب في إبريل الماضي إثر محاولة اختطافه من قبل مسلحين مجهولين في العاصمة اليمنية صنعاء.

وسجل العام الماضي 2013 , تعرض 19 أجنبياً للاختطاف تم تحرير معظمهم بوساطات ودفع فدية .

وكانت السلطات اليمنية والدول التي اختطف رعاياها تتعامل مع ملف تحرير الرهائن عن طريق الوساطات ودفع الفدى, إلا أن التعامل بدأ حالياً يأخذ منحى آخر.

 

وفعلياً شرعت اليمن مؤخراً في اعتماد استراتيجية القوة لتحرير الرهائن بدلاً عن الوساطات والمال, إلا أن هذه الاستراتيجية نجحت نهاية الشهر الماضي في تحرير 6 يمنيين وسعودي وإثيوبي من قبضة الإرهابيين في حضرموت شرق البلاد, وفشلت في ثاني تجربة لها قبل نحو خمسة أيام.

وقتل السبت الماضي رهينة أمريكي ” صحفي” ومواطن إفريقي إثر تدخل عسكري لتحريرهما في منطقة نائية في محافظة شبوة شرق اليمن.

 

ويرى محللون بان استراتيجية التدخل العسكري لتحرير الرهائن مجدية أكثر من دفع ” الفدية”.

 

وقال الصحفي والمحلل السياسي اليمني سامي نعمان , بان اعتماد استراتيجية جديدة تعتمد على ” التدخل بالقوة” لتحرير الرهائن أفضل من تحويل الجريمة إلى تجارة بدفع الفدية.

 

وأوضح نعمان لوكالة أنباء (شينخوا) أن دفع الأموال والفدية يشجع على المزيد من جرائم الاختطافات، لأنك هنا تمول المجرم نتاج هذه الجريمة وبالتالي يري فيها تجارة مزدهرة.

 

وأكد أن ” التدخل بالقوة أجدى على المدى البعيد والمتوسط وإن كان له خسائره وتكلفته .. لكنه أجدى بكثير من تحويل الجريمة إلى تجارة رائجة ومربحة”.

 

وأشار نعمان إلى أن المشكلة الأساسية في اليمن تتمثل في غياب الدولة وضعفها.. وأن ما تقوم به الجماعات المسلحة من تنفيذ جرائمها كالاختطافات والاغتيالات ناتج عن هذا الغياب.

 

ومع اعتماد اليمن استراتيجية تحرير الرهائن بالقوة , فإن التخوفات حالياً على حياة الدبلوماسي السعودي عبدالله الخالدي المختطف لدى تنظيم القاعدة منذ 18 مارس 2012, بالإضافة إلى الدبلوماسي الإيراني أحمد نور المختطف منذ 21 يوليو 2013 .

 

وفي السياق قال عبدالرزاق الجمل ‏الباحث في شؤون القـاعـدة‏ , بان استخدام استراتيجية التدخل العسكري لتحرير الرهائن يمثل تهديداً حقيقياً على حياة باقي المختطفين الأجانب لدى التنظيم في اليمن.

 

وأوضح الجمل لوكالة أنباء (شينخوا) أن محاولة تحرير الصحفي الأمريكي في شبوة جاء نتيجة عمل استخباراتي قوي حدد فيه موقع الرهينة بعد ساعات فقط من ظهوره في تسجيل مصور”.

 

وتابع ” قد تخشى القاعدة من تكرار الأمر مع مختطفين آخرين, وهو ما قد يدفعها للتخلص من هؤلاء المختطفين الأجانب “.

 

وأشار الجمل إلى أن “هذا النوع الجديد في تحرير الرهائن في اليمن هو عمل أمريكي بحت , لكنه في تصوري أنه غير فعال في تحرير أي رهينة باليمن”.

 

ونظراً للتعقيدات التي تواجه اليمن جراء ملف المختطفين الأجانب يرى خبير في إدارة الصراعات , بان استراتيجية القوة لتحرير الرهائن يأتي ضمن آليات التعامل مع هكذا ملف معقد وشائك.

 

وقال الخبير اليمني مروان الشيباني, بان استراتيجية القوة لتحرير الرهائن الذي بدأت اليمن تتبعه ” أمر جيد” لكنه بحاجة إلى عمل استخباراتي دقيق.

 

وأوضح الشيباني لوكالة أنباء (شينخوا) أن الاختطافات في اليمن هدفها الأساسي الابتزاز المادي , وأن رضوخ الحكومة في السابق لتحقيق مطالب الخاطفين شجع على توسع عمليات الاستهداف.

 

وأضاف ” السلطات اليمنية لجأت حالياً إلى التدخل العسكري وهذا أمر جيد لكنه بحاجة إلى عمل مخابراتي دقيق للغاية, ويمكن أن يكون له مردود إيجابي حاضراً ومستقبلاً “.

 

وأشار الخبير اليمني إلى أن تنويع طرق التعامل مع ملف تحرير الرهائن الأجانب من الأمور الضرورية ولو بمساعدة أطراف خارجية لضمان سلامة الرهائن ولكبح أي عمليات مماثلة في المرحلة القادمة.

شينخوا

أخبار ذات صله