fbpx
في ذكرى يوم الاستقلال

ان ذكرى يوم 30 نوفمبر  1967م هي ذكرى العزة والكرامة التي داستها حرب 1994م ، و لكنها ستعاد ان شاء الله بخبرة القدامى وطاقة  الشباب . وفي تقديري بان خارطة  الطريق لتحقيق ذلك ، هي في النقاط التي طلبها مني شباب ساحة الاعتصامات بخور مكسر قبل فتره ، ويسرني نشرها هنا عبر وسائل الاعلام المختلفة لتعميمها على بقية ساحات الاعتصامات في بقية محافظات الجنوب ، و هي :

اولاً : ادراك الفارق بين قضيتنا السابقة مع الانجليز و قضيتنا اليوم مع حكام صنعاء . حيث ان قضيتنا اليوم مع حكام صنعاء هي غير قضيتنا السابقة مع الانجليز . فقد دخل الانجليز الى بلادنا بدون رضانا ، بينما دخل حكام صنعاء برضانا . كما ان الانجليز كانوا معترفين بانهم اجانب وانهم دولة احتلال ومعترفين بان الجنوب ملك لأهله وانهم سيخرجون منه في اخر المطاف ، بينما حكام صنعاء لا يعترفون بذلك ، بل و يقولون ان اليمن واحد و انه ملك لكل اليمنيين . وهذا هو الفارق بين قضيتنا السابقة مع الانجليز وقضيتنا اليوم مع حكام صنعاء .

ثانياً : ان هذا الفارق بين القضيتين يظهر لنا بان دخول الانجليز لم يملك شرعيه وان خروجهم لم يشترط الاجماع لقوى ثورة 14 اكتوبر 1963م . أمّا دخول حكام صنعاء ، فبحكم انه كان شرعيا لولا  حرب 1994م ، فان خروجهم يشترط الاجماع لقوى الحراك الوطني السلمي الجنوبي ، لان هذا الدخول قد يبقى اذا ما وجد غطاء جنوبي كافي له . وهذا يعني بان حل القضية مع حكام صنعاء يشترط الاجماع . وهذا الاجماع الذي نقصده ليس شرطا بان يكون كليا و انما شرط بان يكون اجماع الأغلبية على الاقل ، وهو ما ظللنا نعمل من اجله في الداخل والخارج منذ ان بدأت التباينات بين رموز  الحراك عام 2007م . فبعد ان وجدنا صعوبة في توحيد الداخل ذهبنا الى الخارج و وجدنا نفس الصعوبة هناك ، ثم عدنا الى الداخل و اقمنا حوار بين المكونات الحراكية في عدن ولم نوفق ، و بعد فتره من الزمن عدنا  المحاولة من جديد واقمنا حوارا بين مكونات الحراك في عدن قبيل مؤتمر ما يسمى بالحوار الوطني الشامل في صنعاء دام ستة شهور ، وتم التوقيع على اسس التوافق من قبل كل المكونات باستثناء مكونين ، احدهما ذهب الى حوار صنعاء و الاخر طلب التأجيل ، ومع ظهور اللجنة التحضيرية للمؤتمر الجنوبي الجامع تم تعليق هذا العمل لمنحهم فرصة النجاح و تفاعلنا معهم في  عدن و ساعدناهم لمدة عام تقريبا ، و قلنا لهم ان كل عمل له وحدة قياس كمرجعية لمعرفة الخطأ من الصواب .

فمثلا لا يستطيع الانسان معرفة المسافة الا بوحدة قياس ، ولا يستطيع معرفة الزمن الا بوحدة قياس … الخ ، والعمل السياسي له وحدة قياس . وقلنا لهم ان وحدة القياس لعملهم هي (( كلمة الجامع )) ، لان الخروج عنها يجعل المؤتمر غير جامع ويصبح تمزيق جديد مثله مثل من سبقوه . وقد وضعنا لهم أسس الاجماع ، وخارطة الطريق لعقد المؤتمر ، واليّة قيامه . وعندما رأينا بوادر تعطيله من قبل البعض وفتور اصحابه ذاتهم قلنا مرة ثانية وداعا لكل هذه المكونات التي  مزقت الحراك .

ثالثاً : ان علينا جميعا بان لا ننسى ان كل الاطراف السياسية الجنوبية قد أيدت اعلان الوحدة و لم يعترض على اعلانها اي طرف جنوبي ، و انه لولا حرب 1994م التي الغت شرعية اتفاقيات الوحدة ودستورها واسقطت شرعية اعلانها وكذلك اعلان فك الارتباط ، لما كان لدينا الحق السياسي والقانوني في النضال من اجل استعادة هوية بلادنا . وبالتالي فان الخروج عن هذا الحق قد يسقط شرعية مطالبنا . صحيح ان صنعاء الان تعيش حالة اللا دولة وان هناك اطرافا خارجية قد تساعدنا على السير خارج هذا الحق لاستعادة دولة بلادنا ، و لكنه سير بدون بنية تحتية لهذه الدولة، اي بدون جيش يحافظ على وحدة البلاد و بدون أمن يحافظ على أمن البلاد و بدون ادارة وعمله نقدية وغيرها ، وهو لذلك سير نحو الصوملة بكل تأكيد . و بالتالي فان من هو صادق معنا من القوى الخارجية عليه ان يتبنى عودة المؤسسات الجنوبية التي تم حلها بعد حرب 1994م و بالذات المؤسسات العسكرية والأمنية كمؤسسات بدماء شابة جديدة و ليس عودتها كأفراد ، لان اكثرهم قد شاخوا و اصبحوا عجزة و غير صالحين للعمل العسكري و الامني وبعضهم قد ماتوا .

رابعاً : ان ابجدية قيام اي دولة تبدأ بالجيش والامن والإدارة والعملة النقدية كبنية تحتية لقيامها ، لأنه بدون ذلك يستحيل قيام الدولة . و نحن قد تم حل البنية التحتية لدولتنا بعد حرب 1994م . فقد تم حل جيش الجنوب وأمن الجنوب وكافة المؤسسات المدنية والإدارية والمالية الجنوبية بعد الحرب . وبالتالي فانه يجب بان تكون أولوية عملنا وقبل اي شيء اخر ، هي استعادة الجيش والامن وكافة المؤسسات المدنية والإدارية التي تم حلها بعد الحرب . كما انه لابد من رفع شعار يقوي حجتنا امام حكام صنعاء و امام العالم و يكرس شرعية الدولة التي نطالب باستعادتها ، مع الاخذ بعين الاعتبار ان كل شعار قابل للطعن الا شعار استعادة الدولة ، لأنه مكتمل الشرعية السياسية والقانونية بكل تأكيد .

خامساً : انه اذا ما كانت هناك رغبه في الاجماع كما نسمع ، واذا ما سلّم الجميع باننا فاقدين وطن كمسلّمه اولى وانه يستحيل استعادته الا بالإجماع كمسلّمة ثانية وإنه لذلك ليست هناك فائدة من أي عمل خارج الاجماع كمسلّمه ثالثة ، فان ابجدية هذا الاجماع تبدأ بالإجماع الميداني والذي بدوره سيشكل الاساس للإجماع السياسي . ونحن نرى بان الآلية المناسبة للإجماع الميداني هي في قيام مجالس تنسيق في المديريات والمحافظات تضم كافة المكونات الحراكية والشبابية وكافة التنظيمات السياسية الجنوبية على قاعدة :

1- ان الكل فاقدين وطن و يريدون استعادته .

 2- انها لا توجد مصلحة لأي طرف في ضياع وطنه .

 3- ان الجنوب الجديد هو اتحاد فيدرالي يقوم على التعددية الحزبية والتبادل السلمي للسلطة .

سادساً : انه اذا ما تم الاجماع الجنوبي ، فان حل القضية سيكون سهلا ، لان القوى السياسية في صنعاء والمجتمع الدولي  والاقليمي قد اعترفوا بان الحرب الغت مشروع الوحدة واعترفوا بوجود القضية الجنوبية ، وفقط لم يقولوا ما هي القضية الجنوبية ولم يقولوا بان آثار الحرب باطلة ، و هذه هي مهمتنا السياسية بعد وجود القيادة . كما ان فكرة الاقاليم التي جاءت بها السلطة كحل لقضية الجنوب غير قابلة للتطبيق ، لأنها تمس الوحدة السياسية لأراضي دولة الجمهورية العربية اليمنية السابقة وتمس الوحدة السياسية لأراضي دولة اليمن الديمقراطية السابقة ، وهي لذلك اقاليم لقيطة غير قابلة للحياة . كما ان المروجين لهذه الاقاليم لا يعرفون ما اذا كانت اقاليم سياسية ام ادارية . فاذا ما كانت ادارية فانه لا يوجد جديد فيها غير طمس الهوية السياسية لشعب الجنوب وجعل عدن وحضرموت اقليمين اداريين تابعين لصنعاء وهذا أسوأ من الوضع الحالي ، واذا ما كانت اقاليم سياسي فأنها ستفتح ابواب حروب الثروات على الحدود الإدارية بين الاقاليم ، ناهيك عن ان مثل ذلك هو خيانة لوحدة اراضي دولة الجمهورية العربية اليمنية السابقة ، وخيانة لوحدة اراضي دولة اليمن الديمقراطية السابقة القائمة منذ قرون . فقد حكم المندوب السامي البريطاني في عدن اراضي الجنوب كاملةً من البحر الاحمر غربا الى سلطنة عمان شرقا لأكثر من ((130)) عام ، و قامت ثورة الجنوب و استقلاله ودولته التي اعترف بها العالم على هذا الاساس . والمضحك ان (الفيدرالية) التي يريدونها بين الاقاليم هي كلمة يونانية ، وتعني باللغة العربية الثقة بين المتحدين ، فأين هي الثقة بين هذه الاقاليم التي يريدونها ان تتحد ؟؟؟.