fbpx
نداء عاجل إلى أحرار وحرائر الثوار لثورة شباب المحافظات الشمالية(2)

نداء عاجل إلى أحرار وحرائر الثوار لثورة شباب المحافظات الشمالية(2)

الشيخ / عقيل السنيدي

    إخواني أخواتي الثوار والثائرات،   ثورتكم كانت من اجل رفع الظلم والمعاناة عن شعبكم   وثورتنا كذلك من اجل استرجاع المظالم والهوية الجنوبية المسلوبة عنوة عن شعب الجنوب   حلال عليكم تحقيق أهدافكم المشروعة . وحراما علينا ذلك،  تقبلون أن تكونون في صف الطغاة ونحن وانتم من حاربهم في خندق واحد في عموم الساحات ؟ كيف هذا ؟  ومن اجل ماذا ؟

نحن أبناء المحافظات الجنوبية نكن لكم ولكل الشرفاء من أبناء المحافظات الشمالية كل الاحترام والتقدير وكنا نريد أن نكون موحدين متساوون بالحقوق والواجبات في وطننا الموحد الذي عملنا من اجله الكثير والكثير منذ استقلالنا من المستعمر البريطاني في 30 نوفمبر 67 م وكان يكتب في مقدمة كل كتاب رسمي للدولة ( لنناضل من اجل الدفاع عن الثورة اليمنية وتحقيق الوحدة اليمنية ) وكذلك يقرأ هدا الشعار كل صباح في عموم المدارس والمعسكرات حتى أصبحت الوحدة مرسخة في قلب كل جنوبي صغارا وكبارا وضحينا من اجلها الغالي والنفيس وكان هدف الوحدة لدينا من الثوابت التي لا يمكن لأي واحد تجاوزها حبا بتوحيد اليمن المجزئة . وكانت النية والعمل عند معظم أبناء الجنوب باتجاه توحيد الشطرين . من اجل بناء يمن ديمقراطي موحد مبني على الصدق وحسن النوايا وتحسين معيشة الناس الاقتصادية والثقافية والمواطنة المتساوية بين الشعبين واخذ ما هو حسن وترك ما هو قبيح من النظامين , كل أبناء الجنوب فرحوا بالوحدة وخرجت المسيرات المعبرة عن فرحتها بالشوارع مرددة الأهازيج الوحدوية وإطلاق الرصاص الحي بالهواء والألعاب النارية ابتهاجا بذلك اليوم التاريخي . لكن أين نحن اليوم من كل هذا ؟ انقلبت الموازين حيث أصبح الفرح حزن وألم شديد لدى كل جنوبي وأصبحت البسمة بكاء ومعاناة في كل مفاصل الحياة اليومية لكل جنوبي . أصبح الجنوبي يكره الوحدة حتى من اسمها . رغم أن الوحدة هي نعمة من نعائم الله والكل ينشدها . لكن تجربتها معنا كانت سلبية ومريرة أمر من العلقم . وكانت بمثابة عاصفة استوائية بسيطة كنا نأمل منها الأمطار الوفيرة غير المدمرة التي ينتفع منها البلاد والعباد .  

ولكنها تحولت إلى  إعصار إن صح التعبير اقتلع الأخضر واليابس دمر الإنسان والبنيان ما ترك شي على الأرض  اقتلع أعمدت الكهرباء والأشجار ونهب الأرض بقوة السلطان وحتى الصحاري لم تسلم من الإعصار ابتلعتها الديناصورات الأحمرية  وبعض أبناء جلدتكم الذين كنا نعدهم من الأخيار . وأنتم صامتون متفرجون وكأنكم موافقون بما لحق بنا وما قد يلحق بنا من أذى . 

أيها الثوار والثائرات الأحرار  ونحن مذهولين من قوة الصدمة التي حلت بنا . لم نكن نتوقعها بهذا الشكل والمضمون . انقلبت الوحدة من عروسة ذات جمال ودلال ومنظرها الحسن الذي كنا نراها فيه. إلى ساحرة ربداء وجهها قبيح شيطانية الطباع والأفعال من الداخل يغذيها الحقد والحيلة والمكر السيئ الذي يحيق بأهله إنشاء الله تعالى .   لم نكن نعرف أن وجهها الحسن الذي شاهدناه من الخارج ما هو إلا قناع جميل أنكشف قبح وجهها  عند إزالته .

   هل تعتقدون أن سكوتكم عن ممارسات النظام العدوانية والتنكيل بأبناء الجنوب وأنتم صامتون هو الذي يحفظ استمرارية الوحدة بين الشطرين ؟

   هل من العقل والحكمة أن الإقصاء والتهميش وسلب الحقوق ونهب الأراضي الجنوبية بدون وجه حق وأنتم متفرجون هو الذي يرسخ الوحدة بيننا ؟  هل يعقل أن يعامل الجنوبي كمواطن من الدرجة العاشرة مغلوبا على أمره وعدم مساواته بأخيه الشمالي وأنتم فرحين مسرورين بهذه المزايا العنصرية هو الذي يلم شملنا ويرسخ وحدتنا ؟                                              

لماذا كنتم تصدقون النظام عند ما كان ينعت الجنوبيين بالانفصاليين الخونة عند ما كانت مطالبنا حقوقية في بداية الأمر وأنتم تدركون بان لنا حقوقا كثيرة عند النظام ؟ ولكنكم مع أصحاب الكهف نائمون  أليس من بين الملايين الذين يتواجدون في ساحات الحرية من يقول كلمة حق في أبناء المحافظات الجنوبية في أن يعطى لهم الحق كي  يقررون مصيرهم بأنفسهم شانهم شان الآخرين  ؟   نحن أبناء المحافظات الجنوبية لم تكن لدينا أي نزعة انفصاليه يوما من الأيام  وإنما طالبنا بفك الارتباط عند ما وصلت بنا الأمور إلى باب مسدود مع النظام . وعلية فان كنتم ثوار وتحترمون الشعوب وحرية الشعوب فعليكم الأتي :-

أولا – أن تكون لكم كلمة حق بعيدا عن تبعية النظام والسير على نهجه وإبداء الرأي وتكونون شركاء حقيقيين في بناء بلدكم وفقا وما خرجتم من اجله  إلى الشوارع كي تحافظون على ما تبقى من أطلال ثورتكم . 

   ثانيا :- لابد لكم من طمأنة إخوانكم الجنوبيين بالاعتراف العلني والصريح بالقضية الجنوبية وحلها حلا عادلا وفقا وما يرتضيه الشعب الجنوبي .    

ثالثا :- أن يكون لكم رأي واضح وصريح بإدانة كل ما تعرض له أبناء الجنوب وارض الجنوب من ويلات النظام السابق ومطالبته بالاعتذار العلني للجنوبيين .                                                   رابعا :- دعوة شباب الثوار الجنوبيين من أبناء الحراك الجنوبي بمختلف مكوناته السياسية والدينية للحوار الجاد معهم على طاولة واحدة  لمناقشة القضية الجنوبية وإثرائها بالمقترحات المفيدة للشعبين .    

   (( تحت مصطلح لا ضرر ولا ضرار )) بعيدا عن حكومة الوفاق وقادة الحراك المتواجدين بالخارج على أن يعقد هذا الحوار في صنعاء وعدن بالتناوب .    

خامسا :- أن يكون الحوار بين شباب ساحات الشمال وبين شباب ساحات الجنوب من الحراك الجنوبي بكل مكوناته . ويستحسن أن يكون هذا الحوار برعاية عربية من ثوار الدول التي ثارة على حكامها من مصر وليبيا وتونس وسوريا وبعض المنظمات المهتمة بحقوق الإنسان كي يكونوا رعاة وشهود لهذا الحوار.

  ربما هذا الحوار قد يفضي إلى تقريب المسافة بين الشعبين ويخرج بحل يرتضيه الجميع والذي قد عجز عنه السياسيين المخضرمين حتى الآن .  

 سادسا : تكون قرارات هذا الحوار ضاغطة على قيادة الشعبين لتنفيذه بالوسائل السلمية من خلال ساحات الحرية .  

هذا رأي للمناقشة وإبداء الرأي من الجميع شمالا وجنوبا , أما إذا استمر الجميع بهذا السكوت وترك الحبل على القارب للفسده والنهابين وأصحاب المصالح والمرضي وأصحاب العقول المقلقة  وان ثوراتكم معا قد أصبحت سرابا لا قيمة لها لأنها ثورات مأجورة تنفذ الأجندة المحددة لها من قبل مموليها في ظاهرها الحرية والديمقراطية وفي باطنها الدكتاتورية والإقصاء سرعان ما تنتهي بمجرد الإيعاز لها بذلك .   مثل ما حصل لأنصار الشريعة الذين احتلوا محافظة أبين والجيوش الجرارة بداخلها لم يحركوا ساكنا خلال ساعة واحدة بعد صلاة الفجر والناس نيام ومكثوا فيها أكثر من عام يحكمونها ويسرحون ويمرحون وانسحبوا منها كذلك خلال ساعة قبل صلاة الفجر والجيوش الجرارة تحاصرها من كل جهة ولم يمسوهم بسوء أيضا والناس نيام  والحر تكفيه الإشارة .  

  أخيرا الفرصة سانحة لكم الآن أيها الشباب كي تبدعون في إعطاء كل ذي حق حقه في المحافظات الشمالية ومساعدة أبناء المحافظات الجنوبية كي يقررون مصيرهم بأنفسهم بصورة ديمقراطية حديثة وذلك من خلال استفتاء يقومون فيه على الخيارات المطروحة على الطاولة والتي لا تزيد على ثلاثة خيارات هما . 

  الخيار الأول – هو الخيار الفيدرالي بين إقليمين شمالي وأخر جنوبي لفترة محددة يتفق عليها الفر قاء بحيث لا تقل عن 3سنوات ولا تزيد عن 6 سنوات بعدها يستفتى شعب الجنوب على البقاء بالنظام الفيدرالي أو فك الارتباط المنظم .  الخيار الثاني هو الاستفتاء على النظام الفيدرالي الدائم بين إقليم الشمال وإقليم الجنوب . ويمكن يكون متعدد الأقاليم بشرط الجنوب إقليم واحد غير مجزأ .                                                                                

 الخيار الثالث هو الاستفتاء على فك الارتباط المباشر بين الشمال والجنوب . ويكون هذا الاستفتاء برعاية عربية ودولية .  هنا اطرح السؤال لجميع الشباب في عموم المحافظات الشمالية والجنوبية .  إذا انتم على قدر كبير من المسؤلية فبادروا إلى الحوار فيما بينكم . وان كنتم مجرد بيادق لعبة الشطرنج تحرككم أيادي أخرى همها الكراسي والمصالح وإشعال الفتن وانتم وقودها . فكبروا على أنفسكم أربعا وعظم الله أجركم .  فسيروا إلى مزبلة التاريخ فهي تنتظركم أدخلوها كما دخلها من هو اكبر منكم .  

والله من وراء القصد .  

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

خاطرة من الواقع . سألت أحد الأصدقاء وهو أستاذ قضى في سلك التدريس أكثر من 25 سنة أصيب في مرض نفسي من تعب هذه الوظيفة . قلت له من هم الانفصاليين أبناء المحافظات الشمال أو أبناء المحافظات الجنوب ؟  

رد وبكل ثقة والابتسامة على وجهه .                                                                 

  لا يوجد انفصالي مطلقا لا بالشمال ولا بالجنوب .  

   قلت له اجل ومن هو الانفصالي . أما أن أكون أنا أو تكون أنت ،   رد والقضب بادي على وجهه .  الانفصاليان الحقيقيان هما ثورتي 26 سبتمبر وثورة 14 أكتوبر تعجبت من حديثه وقلت له أنت لا تفهم ياصديقي  هذه الثورتان هي التي خلصتنا من حكم الإمامة بالشمال والمستعمر البريطاني بالجنوب كيف هذا وضح لي ذلك ؟  نعتني بكلمة غير مهذبة ويده فوق كتفي وهو منفعل . وقال أن اليمن شماله وجنوبه كان موحدا قبل وجود هذه الثورتان الملعونتان . وكان الفرد اليمني يتنقل ويتملك ويفعل كيف ما يشاء بين صنعاء وعدن بحرية تامة حتى جاءت الثورتين التي أسست مناطق حدودية بين الشطرين ووضعت البراميل لإعاقة التنقل بين الشطرين . وولدت الحقد والكراهية بينهما حتى أصبح القتل جزاء من يخترق هذه الحدود التي أوجدتها الثورتان الانفصاليتان بدون أذن مسبق ،  أذهلني قوله ولا زلت في حيرة من أمري . وقلت في نفسي خذ الحكمة من ——- نسال الله له الشفاء العاجل انه سميع مجيب .

وأنا بدوري أسأل الإخوة القراء هل صديقي على صواب أم هو على خطأ ؟      

   أنتظر تعليقكم .

وعاملوا صديقي على قدر عقله .