fbpx
الخطر قادم من الشمال وليس من الصومال / أبو مسلم اليافعي
شارك الخبر
الخطر قادم من الشمال وليس من الصومال / أبو مسلم اليافعي

قرأت اليوم في أحد المواقع التابعة لحميد الأحمر (عدن أون لاين) تقرير بعنوان (البساتين – جمهورية الصومال في عدن) وتحدّث التقرير عن حياة الصوماليين اليومية منذ أن يستيقظوا في الصباح حتى يعودون إلى النوم وتحدث عن خطرهم على ما اسماه المجتمع اليمني وعن تأقلمهم مع المجتمع العدني وعن الروابط بين أبناء بعض المحافظات الجنوبية وبين بعض الصوماليين قديماً. وتحدّث بطريقة عنصرية مقيتة غير إنسانية في تخويف أهل عدن خاصة من مخاطر الصوماليين. نعم النازحين الصوماليين يشكلون خطرا على المجتمع العدني والجنوبي بشكل عام ولكن ديننا وعاداتنا وتقاليدنا لا تسمح لنا أن نتحدث عن النازحين بهذه الطريقة الوقحة وخصوصا وأن الناس في عدن  والجنوب بشكل عام يتعايشون مع جميع الإنسانية بشكل حضاري وعدن عاصمة الجنوب كانت مفتوحة للجميع وكان يقصدها السياح والزوار من جميع أنحاء العالم. والأمر الأخر أن جميع من عاشوا في عدن وخصوصا من أصحاب الكروت الصفراء أثبتوا ولائهم لعدن وللجنوب بشكل عام ما عدا أصحاب الشمال وما أدراك ما أصحاب الشمال، أصحاب الشمال الذين أتوا إلى عدن مثلهم مثل الصومال والهنود يعملون بالكرت الأصفر وعندما أحترم شعب الجنوب جيرانه وسمح للمقيمين من أبناء الشمال (الجمهورية العربية اليمنية) بالعيش في عدن باعتبارهم مواطنين جنوبيين، كان أهل الجنوب يكنّون للشعب في الشمال الحب والاحترام  والعكس فأصحاب الشمال كانوا يكنّون الحقد والكراهية للجنوبيين وها هم أهل الشمال يردون الجميل للجنوبيين بالقتل والتنكيل والسلب والنهب،  ويبرهنون للجنوبيين أن الكيد والعيب هي الصفات التي يتحلون بها منذ قديم الزمن إلى يومنا هذا.

 

فعندما يتحدث الكاتب عن الصوماليين وخطرهم، عليه أن يقارن فقط بين خطر الموقع الذي يعمل فيه وبين خطر الصوماليين على الجنوب والجنوبيين فالموقع الذي يتبع أحد أُمراء الحروب حميد الأحمر هو خطر أكبر من خطر الصوماليين على أهل عدن خاصة والجنوب عامة، فهذا الموقع دائما يقف ضد كل ما هو جنوبي بدون رؤية أو هدف، مهمة هذا الموقع هي محاربة كل ما هو جنوبي وهذا الكلام أقوله من خلال متابعتي المكثفة لهذا الموقع، نعم يختلف الجنوبيين في رؤيتهم لحل قضيتهم والوصول إلى هدفهم ولكنهم يعملون كلاً حسب قناعاته بأن ما يعمله هو الطريق الأنجع لحل القضية الجنوبية، أما المقيمين على هذا الموقع هدفهم واحد لا حياد عنه هو الوقوف ضد كل ما هو جنوبي هذا بالنسبة للموقع إلا محترم ناهيك عن الموت والمرض والجهل والتخلف والسلب والنهب والتشريد والتجويع القادم من الشمال، فعن أي نازحين صوماليين تتحدثون خافوا الله واتقوا ربكم تحدثوا عن الاحتلال المتخلف الذي أحرق البشر والشجر والحجر.

 

لا أتحدث كثيرا عن جرائم الاحتلال التي يعرفها القاصي والداني ولكن ما دفعني لكتابه هذا المقال المنافقين الذين يتحدثون عن خطر النازحين الصوماليين عما يسمونه اليمن وتناسوا أن شعب الجنوب كله نازح أما خارج الجنوب أو داخل الجنوب وتناسوا أيضا الخطر الحقيقي على أهل العاصمة عدن والجنوب بشكل عام المتمثل بالاحتلال اليمني.

 

والأمر العجيب والغريب أن الكاتب تحدّث عن الصومالي اللاجئ أو المقيم في ما اسماه اليمن وكأن اليمني صاحب الأرض والحق في البساتين بالعاصمة عدن لم يذكر ولم يتطرّق إلى أن الجنوب واقع تحت وطأة احتلال همجي متخلف.

 

وبالأخير لا يسعني إلا أن أشكر كل الأعراق والأديان التي عاشت في عدن من هنود وصومال وعرب وغيرهم الذين أثبتوا ولائهم للجنوب والخزي والعار للمحتلين الجبناء المتخلفين.

والواجب على دولة الاحتلال أن تلتفت للنازحين وترعاهم وتنظم حياتهم سواء كانوا صوماليين أو جنوبيين.

 

ثورة حتى النصر

المجد والخلود للشهداء

عاش الجنوب حرا أبيا من المهرة إلى باب المندب.

 

22 يونيو 2012م.

أخبار ذات صله