fbpx
المنصورة .. من هنا رحلوا

لموضوع/ المنصورة .. من هنا رحلوا

بقلم : حسين زيد بن يحيى
الإهداء :
للأحبة المرابطين بالمنصورة تحية نبثها عبر صحيفة (الجنوبية) الصامدة بساحتها.
في مرحلة تاريخية شهدت توافق أركان نظام صنعاء تحت رعاية إقليمية و دولية قابلها انقسام جنوبي , مره أخرى كما هو العهد بهم ينتخي رجال الميادين بالمنصورة ليلقنون المحتل وقطعان مستوطنيه من مليشيات حزب الإصلاح اليمني درسا أصاب مخططاتهم التآمرية الحوارية بخيبة أمل كبيرة , خصوصية الدرس انه جاء بعد نشوة أكذوبة نصر معارك وهمية فبركتها ماكينة أعلام حكومة الوفاق العميلة راح ضحية تصديقها اللواء الركن سالم قطن , التسوية السعو – أمريكية نجحت بترحيل خلافات أطراف الأزمة اليمنية حتى تتمكن من إعادة تموضع و انتشار القوات العسكرية للاحتلال جنوبا تحت مسمى الحرب على الإرهاب , من نجاحات التسوية – أيضا – الانسحاب المنظم والسلس لمليشيات القاعدة و أنصار الشريعة من محافظة أبين لتنفيذ مهام أخرى لها في المحافظات الشمالية لليمن , في تلك الأجواء الرخوة فاجأت المقاومة الشعبية الفاتحين  الجدد و إصابتهم بالصدمة والذهول عندما تصدى أبناء الحي العدني بصدور عارية لزحف آلة حربهم , ملحمة حولت المنصورة إلى رهان وطني أن يرحلوا بدءا من هذا الحي المقاوم .
تميز ساحة المنصورة ليس بدعه بل له ارث يعرفه المتتبع للتراث الثوري الإنساني , حيث كل تجربة نضالية فيها محطات شكلت منعطفا حاسما بتاريخ انتصارها الحتمي , على سبيل المثال لا الحصر معركة (ليننجراد) مثلت محطة فاصلة للانتصار الروسي على النازية , عربيا الصمود الأسطوري للمقاومة الشعبية في (السويس) كان رافعة الانتصار على العدوان الثلاثي الذي استهدف مصر عبد الناصر عام 1956م , الجنوب المقاوم لا شك فيه أكثر من محطة مضيئة ابتدأت من (الضالع) بوابة الجنوب وتعاظمت وصولا للمنصورة التي تسطر بالدم  الطهور في سفر الثورة ملحمة ستخلد بعد التحرير بلوحة تذكارية تؤرخ انه : (من هنا رحلوا).
لماذا المنصورة تحديدا ؟! من يعرف هذا الحي العدني من العاصمة السياسية و الأبدية للجنوب الرائعة عدن يعلم انه فيه يسكن التعدد و التنوع المجتمعي الجنوبي , المفارقة أن هذه الميزة  المميزة لهذا الحي العدني سببا يفسر كل ذلك الحقد و القسوة عليه من قبل آلة حرب قوات الاحتلال و المتعاونين معه من حزب الإصلاح اليمني – أيضا – لأنة كذلك جاءت روح المقاومة ممثله لإرادة كل شعب الجنوب التواق للحرية و الاستقلال , بداية لتشكل طوفان غضب جنوبي هادر خط بداية انطلاقته ساحتها و لن يتوقف إنشاء الله حتى يرحلوا , أما صانعي الملحمة النضالية الرائعة بشوارع المنصورة في هذه اللحظات لن نكتفي بالدعاء لكم أو نقول ما قالته بنو إسرائيل لنبيها : اذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ(,بل يا اشرف الرجال و اطهر النساء اصمدوا و رابطوا كل من موقعه في الجنوب معكم يقاتل , وهنيئا لكم الجنتان جنة عدن في السماء عند الشهادة و جنة عاصمتكم عدن عند النصر .
*شقرة /أبين21/6/2012م
#منسق ملتقى أبين للتصالح والتسامح والتضامن