fbpx
ظلم الحراك أشد وأنكي
شارك الخبر
ظلم الحراك أشد وأنكي

لم يكن متوقعا أبدا  من الحراك الجنوبي – ولا يدور في الحسبان  – وخاصة أنه عانى من ظلم النظام وتجرع مرارة الإقصاء والتهميش – أن يمارس الظلم على غيره .

 

ما حدث في ساحة الحرية بكريتر ينم عن عقلية شمولية إقصائية عدائية  لكل من يخالفه الرأي .

 

فالرسالة التي أراد الحراك إيصالها إلى شباب الثورة ومناصريهم  ومن يقف في صفهم  جاءت هذه المرة هزيلة  لأن المجتمع  لم يعد مقبولا لديه تلك الأعمال المتجرد فاعلها من الأخلاق .

 

في السابق فعلوها في شارع المعلا  و –كالعادة – تنصلوا من تلك الفعلة الشنعاء  والأدهى والأمر أنهم ذهبوا بعيدا وزوروا الحقائق وانبرت لهذا التزوير صحف – بل  قنوات فضائية تتحدث باسم الحراك –  لتزين  هذا الفعل القبيح  وكتب  حول هذا الموضوع كثير من الكتاب- وجلها إن لم كلها –  رجما بالغيب دون وازع من ضمير ولا مراعيا لأخلاق المهنة الصحفية  وصوروا للقارئ أنهم هم المعتدى عليهم وأن مليشيات الإصلاح القادمة من الشمال هي التي  قامت بهذا الاعتداء  ولم يكتفوا بذلك لكنهم صوروا  الشيخ محمود مطنوش أحد المصابين في تلك الفعالية  على أنه من الحراك بينما هو الضحية  في هذه الجريمة الشنعاء  وهو من مناصري ثورة الشباب  .

 

تلك الفعلة زادت الثوار إصرارا على مواصلة سيرهم وتحقيق أهدافهم مهما كانت العراقيل والعقبات وترسخت لديهم أن عدن للجميع ويحميها الجميع فليست خاضعة للون واحد بل ولا لونان وإنما لكل الأطياف المسالمة .

 

ماذا سيقولون للمتابع للمشهد اليمني الآن  ؟ هل ساحة الحرية  التي قاموا بارتكاب الجريمة فيها  وإحراق خيامها هي التي اعتدت عليهم .

 

اليوم المجتمع  وبالذات في عدن يدرك جيدا عن وعي ودراية وتجربة مرت بها المحافظة المسالمة نتائج تلك الأفعال !

 

عملية الحرق سهلة بسهولة شراء عود ثقاب من اقرب بقالة مجاور للساحة  وإطلاق النار لا يحتاج إلى جهد يبذل بقدر ما يحتاج إلى الضغط على الزناد .

 

فالسلاح منتشر –  وقاتل الله من نشره في هذه المحافظة –  والكل له أنصاره  والكل له عتاده وعدته  ولكن  النار إذا أضرمت فإن أوارها سينتشر كانتشاره في الهشيم  وسيحقر الأخضر واليابس  لا سامح الله .

 

أقول بأن الثوار هنا من أبناء عدن الخلص ولا يمكن لأحد أن يزايد عليهم  ويقول بأنهم محتلون  إلا إذا كان كل مخالف للرأي هو احتلال فهذا فيه نظر ! .

 

لقد كان شباب الثورة عقلاء عندما رفضوا الرد بالمثل –وهم أقدر عليه – وذلك لإطلاع أهالي عدن عن تسامي أخلاقهم مقارنة بأخلاق غيرهم الذين ارتكبوا الجريمة الشنعاء في حقهم .

 

ما لفرق بين إحراق ساحة كريتر وساحة الحرية بتعز ؟

 

الكل يشرب من منهل واحد والكل لديه تلك الطريقة التي تنبؤك عن أحادية الرأي والتفكير !!

 

غير أن الحراك الجنوبي كان أقرب إلى الشباب  من علي صالح  وخاصة وان شباب الثورة ناصروا الحراك وشاركوهم فعالياتهم عن حب وقناعة وكان الشباب ينظر إلى الحراك بأنه المنقذ من طغيان الفاسد المستبد .

 

هل سنعود إلى ذلك الماضي الكئيب ألم نستفد ونستخلص منه العبر .

 

أيها الحراكيون لقد كان ظلمكم أشد وانكي من ظلم الطاغية  لأن ظلم ذوي القربى أشد مضاضة  وأقولها وقد قالها المفكرون من قبل وأصحاب الرأي والمثقفون بأن تلك الأعمال تنسف صدق التوجه باحترام الرأي والرأي الآخر وثقافة التعايش  بل وتضر بالقضية الجنوبية  ولا تطرد  المحتل المزعوم  وإنما تزيد  من إحلال  الكراهية  في صدور الناس  وتزرع الخوف في عقولهم من العودة إلى العهد الشمولي الذي تعهد الكل على رفضه    .

 

أيها الحراكيون سنحتاج إلى سنين لردم تلك الهوة التي ستحدث لا سامح الله وبعدها سنحتاج إلى مئات السنين لنزرع ثقافة التصالح والتسامح في قلوبنا  قبل ادعائنا له في واقعنا .

أخبار ذات صله