fbpx
الهروب إلى الجنوب…


من يصدق أن إصلاحيي الجنوب يدافعون الآن عن أحقية الجنوب في استعادة الدولة بعد أن حاربوه من الداخل لسنوات طوال ، يحاول الإصلاح الجنوبي الذي يتشكل الآن بوجه جديد أن يحتمي بالجنوب وينخرط في الحراك خوفاً وهروباً من مواجهة الحوثي ، وأيضاً لإعادة ترتيب أوراقه لمواجهة الحوثي مستقبلاً وموقفه الحالي من الجنوب ربما يتغير في غضون متغيرات جديدة ..

الجنوب الجديد يتسع لكل أبنائه بلا استثناء ، وهنا وبعد تغيُر وجهة نظر الإصلاح –المؤقتة ربما – ينبغي عليهم أولا الاعتذار لشعبنا بشكل رسمي على التضليل الكبير الذي مارسوه بحقه طوال السنوات العشرين الماضية وذلك دون أن يسقط حق الشعب في محاكمتهم قانونياً على ارتكابهم المجازر التي ثبت تورطهم بها خلال المرحلة الماضية، وكشف الشخصيات الإصلاحية الشمالية التي عملت طوال الفترة السابقة على تدمير الجنوب وتجميد أي نشاط لها سياسي أو اقتصادي أو أي نشاط أخر .

ربما ما يزال شعبنا يتعامل مع إصلاحيي الجنوب كجهة شمالية بحته ساهمت في قتل الجنوبيين إلى فترة قريبة جداً، وهنا ينبغي علينا بعد أن يقدم الإصلاح في الجنوب اعتذارا رسميا وينشر في وسائل الإعلام ويتعهد للشعب بعدم ارتباطه بأي جهات تعمل ضد مصالح شعبنا وأنه سيكون حزب جنوبي حر لا تربطه أي علاقات مشبوهة مع عائلة الأحمر أو إصلاح صنعاء ، وأنه سيعمل من اللحظة – التي أعلن فيها تأييده المطلق لمشروع الجنوب وحقه في تقرير مصيره – على خدمة هذا الشعب بما يحقق هدفه المنشود والمتمثل في استعادة الدولة ، علينا حينها التعامل معهم بشكل إيجابي وإشراكهم في القرار السياسي .

يشك الكثير من المراقبين في جدية الإصلاح في ما يخص الجنوب خصوصاً بعد بيانه الأخير ، وهذا التخوف ما يزال هاجس يراود الجنوبيين الذين عانوا كثيراً من هذا الحزب الذي يرتبط بذاكرتهم على أنه حزب التكفير والقتل والإرهاب ، وربما على إصلاحيي الجنوب إن كانوا حقاً أعلنوا توبة جادة من الارتباط بصنعاء ومشاريعها العمل بشكل مغاير وتحت اسم جديد ليرسم صورة جديدة لهم وسط الشارع الجنوبي .

ينبغي على الحراك الجنوبي وجماهيره التعامل بحذر مع هذه المتغيرات الجديدة وعدم الانجرار بعاطفة ثورية وراء كل من يردد هتافات التحرير والاستقلال أو حق تقرير المصير ، وفي الحقيقة أن تلك الجهات تظهر هذه الشعارات وتعمل عكس ما تقوله تماماً .

إذا ما لوحظ أن الإصلاح وكل القوى التي خرجت من هزيمة كبرى في الشمال ومنها سلفيي دماج الذين أيضاً اتخذوا من الجنوب مكاناً لهم ولأنشطتهم التي يمارسونها يومياً ، عليهم أن يعوا تماماً أن الحراك الجنوبي وشعب الجنوب بشكل عام لن يكون ورقة لهم ولمشاريعهم الخارجة عن قضية الجنوب وهدفة العادل وأنه في حالة استمرار هذه القوى تسخير الجنوب لخدمة أجندتها الخاصة فإن الحراك الجنوبي ومعه كافة القوى الجنوبية السلمية سيعلن موقفاً صريحا تجاه أي خلط للأوراق قد تحدث قادم الأيام .

مسألة الاحتماء بالجنوب من خطر الحوثي أو التجييش في الجنوب من أجل مواجهة الحوثي أو التسهيل للحوثي والتعاطي معه وتسهيل دخوله للجنوب ستكون مرفوضه تماماً من قبل الحراك الجنوبي الذي أكد في أكثر من بيان سياسي أن الصراع الدائر في الشمال لا يعني شعبنا والمشاركة في ذلك الصراع لا يخدم الجنوب ولا قضيته العادلة ، ومن يحاول أن يجعل مساحة دولة الجنوب مكاناً للصراع مع الحوثي أو للتجييش ضده أو معه فإن هذا العمل سيواجه برفض شعبي واسع .