fbpx
الاعلام والقضية الجنوبية

 

الاعلام والقضية الجنوبية

 محمد بالفخر

mbalfakher@gmail.com

     مع التطور الرهيب للإعلام الفضائي منذ مطلع التسعينات من القرن الماضي ومع اخذ القنوات العربية الفضائية موقعها في أقمار الفضاء لتبث كل زاعق وناعق كان للإعلام الرسمي حضوره  ايضا من خلال ثقافته وأساليبه المعهودة استقبل وودع ووضع حجر الاساس ورعى سباق للخيل ومباراة ختامية في كرة القدم حتى تجاوزت قناة اليمن في احد الايام اكثر من ساعة كاملة في بث الأخبار المحلية فقط .

 وظهرت على حين غفلة ودون سابق انذار قناة الجزيرة الفضائية التي قلبت معادلة الاعلام العربي رأسا على عقب بتقديمها مادة اعلامية متميزة سواء في الرأي او الخبر وتركيز المادة من حيث الاخراج والصورة المكتملة الابعاد  وهو ما لم يعهده  الشارع العربي ولا المشاهد العربي  فأحدثت ردود فعل غير عادية وأخذت تشكل الرأي العام العربي وتعيد صياغته بشكل ايجابي مما جعل الانظمة العربية تصاب بالهلع فعجل  وزراء الداخلية والإعلام العرب  عقد اجتماعات متواصلة ليوقفوا هذا المد الخطير الذي يهدد سلطانهم بحسب زعمهم فكان ميثاق الشرف للإعلام العربي الذي تمت صياغته للحد من خطورة الجزيرة في ذلك الوقت .

  هذه الطفرة الاعلامية التي تبنتها الجزيرة اوجدت نوعا من التنافس فحاول الاعلام الرسمي تحسين الاداء وتبنت الانظمة ودوائر صنع القرار اقامة قنوات اخرى لتنافس الجزيرة وتتبنى مواقف مغايرة  لتحد من خطورة ماتطرحه الجزيرة  حتى اصبحنا بعد كل فترة وجيزة نرى قناة جديدة في الفضاء الاعلامي العربي وبقيت الجزيرة متميزة  بشعار (منبر من لا منبر له ) إلا في اليمن لم تكن كذلك حيث ادرك النظام اليمني السابق اللاحق خطورة الاعلام فلهذا كان عدد مراسلي القنوات يتم اختيارهم ليكونوا وفق المسار الخاص الذي لا يخرج عن توجه وسياسة النظام وقد رأينا الكثير منهم يتواجدون في مواكب الرئيس المخلوع للنظام السابق ورحلاته اكثر من تواجدهم لمتابعة أي حدث اخر حتى انه قد قيل ومن خلال قلم الدكتور ابوبكر السقاف ذات يوم في صحيفة الايام

ان معظمهم يتم تعيينهم من خلال اجهزة النظام الامني

ويخرجون من تحت قبته وحقائق الواقع كما اسلفنا كانت الدليل على ذلك. ومع انطلاق الثورة الجنوبية السلمية في  يوليو2007م اتضحت الصورة اكثر فأكثر وتجلت بكل وضوح لا مجال فيها للشك ليس من ناحية تهميش الاحداث وعدم نقل الوقائع في الميدان بل من انحيازها الكلي ضد القضية الجنوبية ومشروعها فكم من المهرجانات والفعاليات على مدار الخمس السنوات الماضية .وكم من الاحداث الجسام وكم من جرائم القتل ارتكبتها الاجهزة الامنية والعسكرية تجاه المواطنين في الجنوب وفي معظمها جرائم مهولة تعد في حساب الجرائم ضد الانسانية راح ضحيتها اكثر من 1500 شهيد وعشرات الالاف من الجرحى والمطاردين وكم من حملات الاعتقال التعسفية جرت وتجري تجاه ناشطي الحراك ولم تحرك كل تلك الاحداث شعرة في رؤؤس مراسلي تلك القنوات وعلى رأسها الجزيرة

لتنقل الخبر والحدث كما هو للعالم كما نراها تنقل اصغر الاخبار من جواتيملا الى كمبوديا ومن سيريلانكا الى مدغشقر وجزر الكناري . ونذكر الجزيرة هنا تحديدا بألم وحسرة شديدين لان لها في القلب مكانة ونحن نرفعها فوق الشبهات والاتهامات وبالتالي نضع الف علامة استفهام واستفهام امام من يمثلها في اليمن ؟!! لاننا لا نظن ولا نعتقد ان تهميشها للقضية الجنوبية انه جزء من سياستها.

 ويكفينا ان ندلل هنا  بخبر وحدث كبير وهو عودة الزعيم حسن باعوم ملهم وقائد الثورة الجنوبية السلمية الى مطار عدن بعد منتصف ليل الجمعة  الماضية والحشود الجماهيرية الهائلة التي استقبلته في ذلك الوقت المتأخر من الليل في ظل غياب كلي لوسائل الاعلام العربي وفي مقدمتها الجزيرة اليس هذا استدلال كافي لكل ماتقدم ؟

الاعلام والقضية الجنوبية

 محمد بالفخر

mbalfakher@gmail.com

     مع التطور الرهيب للإعلام الفضائي منذ مطلع التسعينات من القرن الماضي ومع اخذ القنوات العربية الفضائية موقعها في أقمار الفضاء لتبث كل زاعق وناعق كان للإعلام الرسمي حضوره  ايضا من خلال ثقافته وأساليبه المعهودة استقبل وودع ووضع حجر الاساس ورعى سباق للخيل ومباراة ختامية في كرة القدم حتى تجاوزت قناة اليمن في احد الايام اكثر من ساعة كاملة في بث الأخبار المحلية فقط .

 وظهرت على حين غفلة ودون سابق انذار قناة الجزيرة الفضائية التي قلبت معادلة الاعلام العربي رأسا على عقب بتقديمها مادة اعلامية متميزة سواء في الرأي او الخبر وتركيز المادة من حيث الاخراج والصورة المكتملة الابعاد  وهو ما لم يعهده  الشارع العربي ولا المشاهد العربي  فأحدثت ردود فعل غير عادية وأخذت تشكل الرأي العام العربي وتعيد صياغته بشكل ايجابي مما جعل الانظمة العربية تصاب بالهلع فعجل  وزراء الداخلية والإعلام العرب  عقد اجتماعات متواصلة ليوقفوا هذا المد الخطير الذي يهدد سلطانهم بحسب زعمهم فكان ميثاق الشرف للإعلام العربي الذي تمت صياغته للحد من خطورة الجزيرة في ذلك الوقت .

  هذه الطفرة الاعلامية التي تبنتها الجزيرة اوجدت نوعا من التنافس فحاول الاعلام الرسمي تحسين الاداء وتبنت الانظمة ودوائر صنع القرار اقامة قنوات اخرى لتنافس الجزيرة وتتبنى مواقف مغايرة  لتحد من خطورة ماتطرحه الجزيرة  حتى اصبحنا بعد كل فترة وجيزة نرى قناة جديدة في الفضاء الاعلامي العربي وبقيت الجزيرة متميزة  بشعار (منبر من لا منبر له ) إلا في اليمن لم تكن كذلك حيث ادرك النظام اليمني السابق اللاحق خطورة الاعلام فلهذا كان عدد مراسلي القنوات يتم اختيارهم ليكونوا وفق المسار الخاص الذي لا يخرج عن توجه وسياسة النظام وقد رأينا الكثير منهم يتواجدون في مواكب الرئيس المخلوع للنظام السابق ورحلاته اكثر من تواجدهم لمتابعة أي حدث اخر حتى انه قد قيل ومن خلال قلم الدكتور ابوبكر السقاف ذات يوم في صحيفة الايام

ان معظمهم يتم تعيينهم من خلال اجهزة النظام الامني

ويخرجون من تحت قبته وحقائق الواقع كما اسلفنا كانت الدليل على ذلك. ومع انطلاق الثورة الجنوبية السلمية في  يوليو2007م اتضحت الصورة اكثر فأكثر وتجلت بكل وضوح لا مجال فيها للشك ليس من ناحية تهميش الاحداث وعدم نقل الوقائع في الميدان بل من انحيازها الكلي ضد القضية الجنوبية ومشروعها فكم من المهرجانات والفعاليات على مدار الخمس السنوات الماضية .وكم من الاحداث الجسام وكم من جرائم القتل ارتكبتها الاجهزة الامنية والعسكرية تجاه المواطنين في الجنوب وفي معظمها جرائم مهولة تعد في حساب الجرائم ضد الانسانية راح ضحيتها اكثر من 1500 شهيد وعشرات الالاف من الجرحى والمطاردين وكم من حملات الاعتقال التعسفية جرت وتجري تجاه ناشطي الحراك ولم تحرك كل تلك الاحداث شعرة في رؤؤس مراسلي تلك القنوات وعلى رأسها الجزيرة

لتنقل الخبر والحدث كما هو للعالم كما نراها تنقل اصغر الاخبار من جواتيملا الى كمبوديا ومن سيريلانكا الى مدغشقر وجزر الكناري . ونذكر الجزيرة هنا تحديدا بألم وحسرة شديدين لان لها في القلب مكانة ونحن نرفعها فوق الشبهات والاتهامات وبالتالي نضع الف علامة استفهام واستفهام امام من يمثلها في اليمن ؟!! لاننا لا نظن ولا نعتقد ان تهميشها للقضية الجنوبية انه جزء من سياستها.

 ويكفينا ان ندلل هنا  بخبر وحدث كبير وهو عودة الزعيم حسن باعوم ملهم وقائد الثورة الجنوبية السلمية الى مطار عدن بعد منتصف ليل الجمعة  الماضية والحشود الجماهيرية الهائلة التي استقبلته في ذلك الوقت المتأخر من الليل في ظل غياب كلي لوسائل الاعلام العربي وفي مقدمتها الجزيرة اليس هذا استدلال كافي لكل ماتقدم ؟