fbpx
بعد ما يقرب من ربع قرن من الوحدة الاندماجية .. هل ينفصل جنوب اليمن عن شماله
شارك الخبر
بعد ما يقرب من ربع قرن من الوحدة الاندماجية .. هل ينفصل جنوب اليمن عن شماله

يافع نيوز – وكالة الانباء الصينية يشنخوا

صنعاء 15 أكتوبر 2014 (شينخوا) بعد ما يقرب من ربع قرن من إعلان الوحدة بين شمال اليمن وجنوبه، يبدو بان عوامل الانفصال باتت وشيكة لتتحقق على الارض في ظل عوامل عدة يعيشها هذا البلد المستمر في صراعاته الداخلية.

وتوحدت الجمهورية العربية اليمنية “في الشمال” وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية “في الجنوب” في 22 مايو العام 1990، على أسس القومية اليمنية، الا ان هذه الوحدة اصبحت مهددة بالتفكك اليوم أكثر من أي يوم مضى.

وبعد توقيع الوحدة رسميا بين علي عبد الله صالح رئيس البلاد وعلي سالم البيض نائب الرئيس ومباركة دول العالم، الا ان تلك الوحدة التي كانت ملهمة لعدد من دول العالم، سادها الخلافات، وصلت إلى قيام حرب في “صيف 94” بين الجانبين تمكنت حينها القوات الشمالية من تثبيت الوحدة.

وخلال السنوات الأخيرة، شهدت المحافظات الجنوبية حراكا كبيرا من قبل أبناء الجنوب للمطالبة بالانفصال، عقب تغلغل قيادات بارزة من الشمال في السطو على الاراضي وممتلكات الجنوبيين، وكذا شعور أبناء الجنوب بانهم محتلون.

وخلال الايام والاسابيع الماضية، شهدت اليمن تحولات غريبة حيث تمكن مسلحو جماعة الحوثي، أكبر جماعة يمنية مسلحة تتخذ من اقصى الشمال اليمن مقرا لها، من السيطرة على العاصمة صنعاء ومدن رئيسة أخرى في الشمال وهو ما دفع بالقيادات في الجنوب من رفع وتيرة التحركات المطالبة بفك الارتباط.

واحتشد مئات الاف من المتظاهرين بالمحافظات الجنوبية أمس (الثلاثاء)، في ساحة العروض بعدن، للمطالبة بالانفصال، وذلك في إطار الاحتفالات بإحياء الذكرى الـ51 لثورة 14 أكتوبر ضد الاحتلال البريطاني.

وطالب المتظاهرون بفك الارتباط مع شمال اليمن، ورفعوا “أعلام دولة الجنوب العربي”، وتم إنزال “علم الجمهورية اليمنية” من عدة مناطق في عدن.

كما رفع المشاركون لافتات تطالب بالاستقلال، ورددوا هتافات معادية للوحدة، وأخرى تطالب بطرد أي تواجد شمالي.

وقال رئيس المجلس الأعلى للحراك الجنوبي المطالب بالانفصال حسن أحمد باعوم في كلمة خلال التظاهرة، “إن هذه الحشود المليونية المرابطة في ساحة الحرية (العروض) في عدن قد عقدت العزم على الحسم للنضال السلمي المتواصل من سنوات لتفرض الفعل الثوري الثابت على الأرض”.

وتابع “أن الحق الشرعي لشعب الجنوب بموجب جميع الأعراف والمواثيق الدولية يوجب اليوم اهتمام المجتمع الدولي لا سيما وسط انحراف أقطاب شمال اليمن إلى الصراعات والانفلات الأمني الذي ينذر بالخطر على حالة السلم والاستقرار العام بالمنطقة الإقليمية والعالم أجمع”.

ودعا باعوم أبناء الجنوب في الخارج إلى العودة إلى أرض الوطن للعمل جنبا إلى جنب حتى يستوعبوا إرادة شعب الجنوب في الداخل ويستطيعوا التعبير عن إرادته بمصداقية.

وقال سكان محليون اليوم (الأربعاء) إن المتظاهرين نصبوا مساء أمس مخيمات اعتصام في ساحة العروض بعدن، وانهم مستمرون اليوم في المخيمات وبأعداد كبيرة.

وأكدوا أن المعتصمين شددوا على أنهم لن يغادروا الساحة الا بعد فك الارتباط واعلان استقلال الدولة.

ويرى الحراك الجنوبي المطالب بالانفصال، الحامل السياسي لهذه التحركات بانهم مستمرون في فعاليتهم حتى فك الارتباط خلال الايام القادمة.

وقال الدكتور عبده المعطري ، المتحدث الرسمي باسم الحراك، إن الترتيبات تجرى بشكل كبير لإعلان الاستقلال في الايام القادمة، وذلك عقب استكمال العوامل الذاتية والموضوعية لذلك.

وأوضح المعطري ل(شينخوا) أن الشعب الجنوبي مصمم على استكمال مسيرة نضاله السلمي التي بدأت في 2007 للمطالبة بفك الارتباط واستقلال الدولة، وان هناك ترتيبات كبيرة تجرى حاليا في هذا الاتجاه.

واضاف ” خرجت يوم امس تظاهرة مليونية طالبت وبشكل واضح بأهمية الاستقلال وتتويج مسيرة النضال السلمي المستمر لسنوات بالانفصال، وان الظروف حاليا مواتية أكثر من اي وقت مضى لتحقق هذا المطلب الشعبي”.

وأكد المتحدث أن الاستقلال حاليا بحاجة إلى عاملين موضوعي وذاتي، وان العامل الذاتي يتمثل في استكمال باقي التدابير وتوحيد القيادة ووضع خطة شاملة لما بعد فك الارتباط، في حين يتمثل العامل الموضوعي في بعث رسالة للعالم بان استقلال الدولة يعني الاستقرار وان ايدينا ممدودة للشراكة مع جميع دول العالم بما في ذلك اليمن، وسنحترم جميع الاتفاقيات والمعاهدات.

وحسب المتحدث، فان الاعتصامات ستظل مفتوحة في عدن، وان الايام القادمة ستشهد التئام القيادة الموحدة، وسيتم الاعلان عن استقلال دولة الجنوب العربي، بمباركة العالم، مشيرا إلى أن هناك تعاطفا دوليا كبيرا في هذا الاتجاه.

ويرى محلل سياسي أن القيادات الجنوبية لديها فقط بعض الترتيبات، ويمكن ان نشهد اعلان الاستقلال قريبا.

وقال المحلل السياسي ياسر اليافعي إن استقلال دولة الجنوب اصبح امر ملحا وواقعيا، فقط يبدو بان هناك بعض الترتيبات اللازمة تجري حاليا بين قيادات الحراك الجنوبي لترتيب المرحلة القادمة واعلان الاستقلال بشكل رسمي.

وأوضح اليافعي ل(شينخوا) أن هناك انطباعا لدى الشعب الجنوبي بان الوحدة انتهت خاصة بعد سيطرة الحوثيين على معظم محافظات الشمال، وان على الجنوب ان يفك الارتباط ويعلن استقلال دولته، وهو ما يمكن ان نراه خلال الايام او الاسابيع القادمة.

وأضاف ” تهالك الدولة في صنعاء ، وسيطرة الميلشيات المسلحة على العاصمة وعلى معظم المحافظات الشمالية ، حطم كل الآمال ببقاء الوحدة واعطى دافع للشارع الجنوبي بأهمية الاستقلال واستعادة دولته “.

وأكد ان الاعتصامات السلمية المفتوحة في عدن، تأتي في سياق اعادة ترتيب استقلال الدولة ، اذ تجري في الاثناء مفاوضات مكثفة بين القيادات الجنوبية لإنهاء الخلافات الداخلية وايجاد حامل سياسي موحد للوصول إلى المرحلة القادمة، مرحلة فك الارتباط وادارة الدولة.

ونوه المحلل السياسي بان هناك عدة ملامح من الاستقلال على الارض، اذ يسيطر الحراك الجنوبي على نحو 60 بالمائة من المساحة الكلية لدولة الجنوب، وهذا يشير الى ان عملية الانفصال باتت جادة اكثر من اي وقت مضى.

وعن الموقف الخارجي تجاه مطالب الانفصال، أشار اليافعي إلى أن الموقف الخارجي حاليا ليس واضحا – غير موافق ولا معارض – لكنه استدرك بالقول إن استمرار سيطرة الحوثيين على صنعاء ومحافظات الشمال سيدفع عدد من دول العالم الى تأييد فك الارتباط واستعادة دولة الجنوب العربي.

وتمتاز المحافظات الجنوبية في اليمن بالثروات النفطية وتضم اكبر موانئ البلاد “ميناء عدن” وموانئ أخرى برية وبحرية مع دول الجوار، وتمثل منطقة استراتيجية عالمية.

وطالب الحراك الجنوبي في بيان له أمس الشركات التي تستخرج الثروات الطبيعية ان تتوقف فورا عن التصدير.

أخبار ذات صله