fbpx
انفجار القاهرة يقوض المصالحة مع الإخوان
شارك الخبر

يافع نيوز – سكاي نيوز

في اليوم الأول لبدء العام الدراسي الجديد وبالتزامن مع إقلاع طائرة الرئيس المصري إلى الولايات المتحدة، دوى انفجار عبوة ناسفة وضعت أسفل شجرة بشارع 26 يوليو بمنطقة بولاق أبو العلا الشعبية بوسط القاهرة، لكن الهدف هذه المرة هو قوة أمنية من عناصر الشرطة اعتادت التمركز في هذا الموقع منذ شهور.

هنا تكرار لسيناريو قديم سبق وأن حذر منه خبراء أمنيون من أن اعتماد مواقع محددة للتمركز وتكرار توقيت انتشار القوات يجعلها صيدا سهلا للراغبين في توجيه ضربات موجعة لقوات الأمن، وهو ما حدث بالفعل إذ قتل ضابطان برتبة مقدم ومجند، بينما أصيب 6 آخرون بينهم ضابط برتبة لواء.

جغرافيا.. وقع الحادث بالقرب من المدخل الخلفي لمقر وزارة الخارجية ومسجد السلطان أبو العلا ذو المكانة الدينية المهمة لدى سكان الحي، أما اجتماعيا، فينتمي سكان الحي للطبقة الشعبية ويعمل غالبية سكانه إما في تجارة الملابس المستعملة أو المعدات وقطع غيار السيارات القديمة.

وفيما يتعلق بالانتماءات السياسية، لم يشهد الحي حضورا كبيرا لتنظيمات وجماعات الإسلام السياسي، فهو كغيره من الأحياء الشعبية القديمة في القاهرة يسيطر على أبنائه سلوكيات التدين الشعبية التي تتعارض تقليديا مع أفكار التيارات المتشددة، فضلا عن حضور تاريخي للتيار الناصري وحزب الوفد الليبرالي ،وبالطبع شبكة المصالح التقليدية للتجار ورجال الأعمال التي وضعتهم في خندق الحزب الوطنى المنحل.

ووفقا لهذا يرجح أن تكون الضربة من خارج الحي وهو أمر ليس عسيرا، فهذا الشارع يمر منه عشرات الآلاف يوميا ولن تكون مهمة وضع عبوة ناسفة أسفل شجرة مهمة صعبة إذا توفر لها عدد بسيط من الأشخاص يمكنه إخفاء من يتولى زرع العبوة الناسفة، لكن هذا لا ينفي احتمال تورط أحد أبناء الحي أو سكانه العابرين على الأقل، وهذا ما يعتقده رجال الأمن الذين بدأوا بالفعل في استجواب عدد من سكان الحي والشهود العيان.

أما توقيت التفجير فهو في غاية الأهمية، إذ يتزامن مع اليوم الأول لبدء الدراسة، وقد أدى الحادث إلى إخلاء 5 مدارس مجاورة لتلافي تداعيات حالة الذعر التي انتابت الأهالي.

كما يتزامن الحادث مع سفر الرئيس المصري إلى نيويورك للمشاركة في قمة المناخ وأعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، وذلك بعد التصريحات التي قال فيها إن عناصر الإخوان وأنصارهم مدعوون للمشاركة بشرط إعلان نبذهم للعنف.

الخلاصة أن هذا التفجير يمكن اعتباره ردا على تصريحات السيسي، ما سيؤدي حتما لتصاعد الأصوات الرافضة لأي حديث عن مصالحة بين الدولة وجماعة الإخوان وأنصارها، خاصة وأن أحد قتلى الحادث، المقدم محمد محمود أبو سريع، هو أحد الشهود في قضية الهروب من سجن وادي النطرون المتهم فيها الرئيس الأسبق محمد مرسي.

وسيقوي الحادث دون شك موقف السيسي أمام المجتمع الدولي الذي تأبى بعض مراكز الثقل فيه اعتبار جماعة الإخوان المسلمين وأنصارها من الجماعات التي تدعم الإرهاب.