fbpx
أيها الجنوبيون .. ألا يكفي هذا ؟ / اماني بيحاني
شارك الخبر
أيها الجنوبيون .. ألا يكفي هذا ؟ / اماني بيحاني

انتهت حرب القاعدة ، حرب افتراضية دنيئة اقاموها على أرضي الجنوبية بكل ما تحمل الكلمة  من معنى ، القاتل والقتيل جنوبيون ، والشاهد عليها جنوبي خجول يعرف جيدا انها حرب مفتعلة ولكن ليس بيده حيلة سوى مشاهدة ما يجري على استحياء ، اما البطل المغوار فهو الجيش اليمني الذي توارى عن الانظار لمدة عام مضى ، ذلك الجيش الذي تم تنقيته من كل ماهو شمالي ليصبح جنوبي خالص يُشهر مسدسه على ذلك العدو المستتر ، فكلنا يعلم بأن من قام بالحرب  ضد القاعدة هم جنوبيون ولكن شهادة الايزو العالمية كانت بجودة الجيش اليمني ، حتى في الموت  وفي القبور يتقاسمون أرضي ، نحن كجنوبيين لا نريد شهرة تأتي عن طريق القتل المباح ، القتل في أبين كان بالمجان ، ولكن كل ما نريده هو التيقظ والانتباه فليس هناك أي نصر يحسب لنا دوليا او داخليا او حتى شرعيا ، فليس من المعقول أن اطمع بالجنة وانا أقتل امرىء مسلم بغض النظر عن الاذى الذي تسببه لي ،  فجميعنا يعلم بأنه من بين مايسمى أنصار الشريعة هناك شباب صغير بالسن متحمس لا يميز الخيط الأبيض من الأسود ، ونعلم كذلك بأن هناك وجوه لا نراها هي من تتحكم بخيوط اللعبة في السيرك ،  وجوه مازالت حية ترزق لم يمسسها أي ضرر  يذكر ، وجوه قبيحة سوداء كل مايهمها هو النيل من مبادئي واولوياتي ، وجوه تعلم جيدا بأن مطلبي هو بمثابة قطع حبل الوريد لهم ، وجوه  كالطيور الطفيلية التي تسترزق من على ظهري .

 

سأهمس في أّذن كل جنوبي بكلام قد يزعج مسامعه ولكنها حقيقة لابد أن تقال ، صحيح تم تصفية القاعدة من أبين الحبيبة ولكن أنت كجنوبي هل راضي عن تلك الحرب برمتها ، حرب تم إشعال لهيبها في قلب الجنوب بدون أي اسباب مقنعة ،لماذا اختارت القاعدة أبين و شبوة دون كل المحافظات ، كلنا يعرف بأن القاعدة منذ انشائها وهي تختار المناطق الجبلية لتختبئ فيها وليصعب على الطائرات قصفهم ، لماذا لم يستوطنوا في أي أرض شمالية جبلية ، لماذا أختاروا أرض سهلية ساحلية منبسطة ؟  أرض من السهل ان تقصفها الطائرات والزوارق الحربية ، أرض يعيش عليها رجال قبائل صناديد لايخافون الموت ، لماذا القاعدة لم تحسب حساب كل تلك الجبهات التي ستفتح ضدها ؟


 لماذا أبين بالذات ؟

الاجابة عن كل مامضى بسيطة جدا ولكن تحتاج لوعي وادراك ، أنهم اختاروا أبين ليشغلونا عنهم فمن المعروف عندما تريد تشتيت أي شعب أصنع له عدو ، وأشغله به فمرة اجعله منكسرا وأخرى منتصرا ليزهوا بنفسه وينسى أولوياته ، تم أنهاك أبين لمدة عام مضى ومزقوها شر ممزق  بحقد دفين ترى ملامحه على الأرض  وتحتها ، على الأرض دمار شامل وبيوت مدمرة كليا وتحت الأرض قبور تم دفن القتلى فيها ، قتلى احيانا كثيرة لم يتم التعرف على هويتهم ممزقين اشلاء وكأنهم في حرب نووية ، ومن بين  كل ذلك الركام والحطام أصبحنا نصفق بحرارة للجان الشعبية التي كانت تحارب ببسالة وشجاعة ، ولكن تحارب من ؟ وضد من ؟ عدو مجهول ليس له وطن  والمقتول مجهول الهوية  لاتستطيع ان تثبت انه شمالي ولا تؤكد انه جنوبي ، وكل يوم كنا نسمع صراخ أم ثكلى فقدت أبنها الصغير في حرب أبين والقاعدة .

 

لم تنتهي حرب القاعدة في أبين الا وقد تم زراعة عدو جديد في عدن اسمه “حزب الإصلاح ” ، حزب الاصلاح عدو عدوي فمن المفترض والمصلحة أن يصبح صديقي تلقائيا ، ولكن ما أراه هو انه يريد البعض تكرار نفس سيناريو أبين ولكن هذه المرة بيد من حديد وبقلب العاصمة عدن .


في السابق صغرنا أبين ومطالب التحرير من تحرير وطن مسلوب واقع تحت احتلال همجي الى تحرير مدينة واقعة تحت سيطرة عدة أفراد لا يغنون ولا يسمنون من جوع  لولا الدعم الشمالي لهم ، واليوم يتم إعادة تصغير قضية الجنوب بحجمها ومأساتها الى مجرد حزب الاصلاح وتحول الصراع من اعادة السيطرة على وطن  الى السيطرة على شارع .


أيها الجنوبيون  ، لقد شحذنا كل همتنا وطاقتنا وأصبحنا  أكثر وعيا وأكثر فهما للسياسة ،  قضيتنا الجنوبية تسير في المسار الصحيح وأصبحت أكثر زخما وواقعية ،  فمن الاجرام بحق شعب ثائر أن نشغله بحروب افتراضية لن تحقق له أي نصر يذكر على طريق التحرير الذي يطمح اليه .


أيها الجنوبيون ، نحن في مفترق طرق اما أن نركز على الطريق الصحيح الذي سيوصلنا الى الهدف المنشود وهو الحرية ، واما ان نتشتت ونذهب في طريق يدخلنا في غياهب اليم ، طريق وهمي بدايته زهور ونهايته شوك وذل وهوان .


قضيتنا أكبر من مجرد مجموعة اسمها القاعدة  أو حزب اسمه الاصلاح ،  فعندما أرى شجار بين جنوبي ثائر واصلاحي خائف على مستقبلة بعد التحرير ،  ارى كل منهم بحسب مطالبة ، فالجنوبي يطالب بعودة وطن مسلوب والإصلاحي يطالب بأن يتم تطمينه بأنه ان كان جنوبي يحق له العيش على أرض الجنوب وليكن حزبه حزب معارض وسيتلقى راتبه مثلما كان ، ارى الاثنين بأنهم على صواب فهذا الجنوبي يطالب بوطن مسلوب وذلك الاصلاحي يخاف ان يسلب منه وطنه المفتعل ، فا لإصلاحي انخرط بالعملية السياسية وأصبح له راتب لا يكفيه لمدة أسبوع في الشهر ، الاصلاحي يرى مستقبله بعد التحرير مبهم وغير معروف فلماذا لا يتم توعيتهم بالتي هي أحسن ، مثلا كتابة مقالات لتطمئنهم بأنه لن تسلب منهم الجنسية الجنوبية ان كانوا جنوبيون ، وسيحصلون على كامل حقوقهم ، هم اخوتنا ولا يجب أن نعاملهم كأعداء ، يجب كسب كل ماهو جنوبي الى صفنا ، القضية الجنوبية في هذه المرحلة لا تتحمل أي نزاع او تشتيت ، أقل شي يجب أن نقوم به أن رفضوا الاستماع الينا هو تجاهلهم كليا .


أشعر بغضب شديد عندما تسقط قطرة دم جنوبية  على أرض الجنوب وعلى يد جنوبي  ، فا لأرض تبكي من هول ما ترى ، فعمليات الكر والفر أصبحت مخجلة وحقيقة أغض بصري عن رؤية ذلك .


اتمنى أن يتحمل كل جنوبي المسئولية الملقاة على عاتقه  ، اتمنى أن تتوحد الصفوف أكثر فأكثر  ، اتمنى أن نكون كالبنيان المرصوص  لا يمكن لأي شيطان أن يدخل بيننا  مهما بلغ مكره ودهائه ، سواعدنا متحدة بقوة وحزم ، اتمنى ان نكون كالجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد ، فما يؤلمك ايها الجنوبي الحر يؤلمني ،  انتصارك يعني انتصاري وانكسارك يجعلني أدعمك بالقوة التي استمدها من أخوتي الجنوبيين .


، النصر آت لا محالة فما ضاع حق وراءه مطالب ، لن يهدأ لنا بال حتى نرى شمس الحرية تشرق من جديد وينعكس نورها بقلوب كل ابناء الجنوب الذين أصبحوا أكثر وعيا وإدراكا بأنهم مجرد جنود من ورق في ساحات معارك وهمية ، تأخذهم الرياح بحسب أوامر صنعاء ، ففي حرب الحوثيين كان الجنوبيين في المقدمة وفي حرب القاعدة المفتعله كانوا كذلك في المقدمة والسيناريو القادم ان لم نتيقظ له فسيكون شعب الجنوب بكله في المقدمة وستدك عدن ، وكل ما سنقوم به هو الحسرة والندم .

لا ترضوا أن يكون لكم عدو مفتعل وافتراضي  فقضيتنا قضية تحرير وليس فض اشتباك في ساحة ، لنا اولويات ولنا خط واحد ولن نحيد عنه بأذن الله  حتى يأتي النصر  .


ايها الجنوبيون ، دمتم فخرا وذخرا للجنوب  .

 

أخبار ذات صله