fbpx
رئيس وزرا شمالي ومجلس حكماء انتقالي

ما يجري في صنعاء من صراع ساخن قد يؤدي إلى تفجير حرب جديدة بين جماعة الحوثيين والسلطة، يتطلب من الجميع التنبه لخطورة الانزلاق لمربع الحرب التي ستكون كارثية على الجميع, من هذا المنطلق دعونا نتحدث عن الوضع القائم بصنعاء من منظور المصالح المشتركة لأبناء الشمال وأبناء الجنوب, بعيدًُا عن القناعات السياسية والموقف مما يجري بصنعاء ومن نتائج مؤتمر الحوار الوطني، فالجنوب ليس طرفًا في الصراعات المحتدمة بصنعاء منذ 2011 مع احترامنا لمن هم في السلطة، ويمثّلون أحزابهم أو أي كيان جنوبي، لكن الجنوب لم يوقّع على مبادرة الخليج أو وثيقة مؤتمر الحوار..

وعلى الجنوبيين بالسلطة وفي مقدمتهم الرئيس مسؤولية مع إخوانهم أبناء الشمال للخروج بحل من مسلّ الأزمات المستمرة، وتحقيق السلام للجميع، ونعتقد بأن هذه الأزمة لن تكون الأخيرة؛ لأن القوى التي تتحكم بالقوة والنفوذ من مصلحتها استمرار الأزمات, بدون إدراك لطبيعة المخاطر المحدقة بالجميع.. ونستغرب من محاولة الإخوة الذين يطالبون بالتغيير التمسك بترشيح رئيس وزراء من الجنوب رغم أن القضية ليست رئيس وزراء، بل مؤسسات لم تعد تملك الشرعية تتطلب التغيير, كما أن الجنوب غير ممثل في الواقع، والموجودون في السلطة هم شخصيات يمثّلون أحزابهم مع تقديرنا لهم, فلماذا لا يتم تعيين رئيس وزراء من أبناء الشمال، خاصة وأن هذه المرحلة والواقع يؤكدان صعوبة نجاح رئيس وزراء من الجنوب ليحكم بصنعاء في ظل الحروب المستمرة وغياب الدولة، ومن الأفضل للشمال بأن يكون رئيس الوزراء من أبناء محافظات الشمال، بل وشمال الشمال، فمكة أدرى بشعابها، كما يقول المثل, وبالنسبة للرئيس هادي فإن هذه الأزمة ستؤدي لتحديد مستقبله السياسي للبقاء في السلطة أو مغادرتها بحسب طبيعة ما سيحققه من نجاح؛ لأننا نلاحظ ازدياد السهام الموجهة له في صنعاء، وهناك من يرصد له العِداء منذ توليه السلطة, وما يميز الرئيس هادي اتصافه بالصبر، فهل يستطيع بالهدوء والصبر أن يخرج من هذا النفق، أم يقع في نفس خطأ الرئيس السابق؟،

ولذلك يتطلب منه ومن معاونيه سياسات جديدة للخروج من هذا النفق المظلم والبدء بتشكيل مؤسسات جديدة ومجلس حكماء انتقالي، يتكون من عشرين عضوًا من الشمال والجنوب، ويكون الرئيس هادي ضمن المجلس, بعد التفاوض والحوار مع القوى الجنوبية وقيادة الجنوب للوصول لحل للقضية الجنوبية، وفي ضوء نجاح الحوار مع جماعة الحوثيين أو أنصار الله للخروج من خلافاتهم الحالية، وإيقاف حالة الفوضى والتدهور الاقتصادي والأمني، والحروب المشتعلة، وإخراج اليمن إلى بر الأمان, ما لم فعلى إخواننا الجنوبيين في السلطة ترك السلطة، وليعودوا للعيش مع الجماهير، فالسلطة التي لا يستطيع أي مسؤول أن يمارس من خلالها صلاحياته ويحقن الدماء، ويحقق العيش والسلام للجميع من الأفضل بأن يتركها, نقول هذا حرصًا على السلام والوئام، وتجنبًا لشبح الانهيار، مع علم الجميع بأن الجنوب ليس له علاقة بمبادرة الخليج، وأغلبية الجنوبيين في البيوت، ومطلب الجنوبيين ليس السلطة، بل حل القضية الجنوبية, ولكن الشمال والجنوب سيدفع الثمن من أية سياسات خاطئة أو حروب جديدة تستفيد منها القوى التي لا تعيش إلا على سفك دماء الأبرياء.
والله الموفق..

 

 

صحيفة الوسط