fbpx
لماذا لا يتعلم الجنوبيين من الحوثيين؟

بقلم / ناصر اليافعي

إن الحوثيين او ما يسمون بأنصار الله اصبحوا رقماً صعباً في الحسابات السياسية الأقليمية وليس في العربيةِ اليمنية وحسب ، وحركة سياسية دينية مسلحة لا يُستهانُ بها ، وقد تطورت منذ العام 2004 حتى العام 2014 تطوراً كبيراً وملحوظ ، ولديها اهداف سياسية و استراتيجية واضحه ورؤية شفافة واضحه لأنصارها ولغير انصارها وحتى اعدائها.

* رغم اختلافي مع الحوثيين من ناحية المذهب كوني سني شافعي معتدل اولاً ، ولكوني جنوبي ثانياً ، إلا انني لا اُنكر اعجابي بالحوثيين ومثلي الكثير من الجنوبيين ، لاننا كثيراً مانعاني بالجنوب من أزمة قيادة ، ليس لقلة القيادات انما من عددهم الفائض لمن يُذيل اسمهم ب”القيادي” و” المناضل ” وكل منهم في وادي ، او بالاصح كل في فُلك يٓسبٓحون ، فلا رأي لديهم ولا رؤية واضحة ، فهناك قيادات مع الاستقلال ، وهم ايضاً داخلياً منقسمين لأصناف و احزاب ، وكذلك هنالك الفيدراليين وهم كذلك مُقسمين داخلياً مثل القيادات المؤيدة للأستقلال ، اما الآن فقد ظهرت موضة جديدة من القيادات هم المُأقلميين ، وطبعاً المواطن الجنوبي المسكين بين أمرين احلاهما مر ، ومُنقرف من مستنقع الخلافات بين القيادات الجنوبية ومنقرف اكثر من الاحتلال الشمالي للجنوب ، ولكن بظني لن الشعب الجنوبي مأجور عند ربه لانه صابر ومحتسب هذا البلاء العظيم.

* إذن النتيجة قيادات جنوبية كثيرة و خلافات شاسعة بينهم ، وطبعاً بدون رؤية واضحة ولا حامل سياسي ولا شفافية حتى ، بينما الحوثيين الذي يسخر منهم بعض الجنوبيين ويصفهم بالروافض ، لديهم قيادة وحدة متمثلة في السيد / عبدالملك الحوثي تحت راية واحدة ورأي واحد ومنظمين يمشون على استراتيجية واضحة ، وكذلك توجهم الآيدليوجي واضح تماماً مثل موقفهم المعارض للثورة السورية وتقربهم الصريح من الجمهورية الايرانية.

*و نحن بالجنوب اصحاب قضية واضحة وعادلة لشعب دخل بوحدة وفشلت لتتحول لاحتلال وعدالة قضيتنا و حقوقنا معترف بها في الامم المتحدة واقر بها من احتلوا الجنوب عام 1994 , وأقر بها كذلك الحوار الوطني في العربية اليمنية ، ولكن للاسف يصر القادة الجنوبين بتمزقهم و انقسامهم على تشويه القضية الجنوبية و تعتيمها عن الآخرين ، واعطاء فرصه للاحتلال للتاثير على الرأي العالمي والمجتمع الدولي.

* ليس عيباً ان نتعلم من الحوثيين الانتظام و الشفافية وفن السياسة و الأستراتيجية ، فقد تعلم المسلمون الاوائل رضي الله عنهم الكثير من العلوم من الفُرس و اليونان ، وعلى سبيل المثال نقل سيدنا عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – فكرة الدواويين من الفرس للمساعدة في تنظيم الدولة انذآك ، و حتى الحيوانات نتعلم منها الكثير والكثير وهي اقل مننا مرتبة و نتميز عليها نحن البشر بنعم كثيرة اهمها نعمة العقل ، فلماذا لا نتعلم من حركة مثل حركة الحوثيين بعض الميزات و المزايا الجيدة لديهم ، وليس عيباً ان نغلط ونعترف بالغلط بل الخطا والغلط هو ان نستمر في الضلال والخطا ، لهذا على العقلاء الجنوبيين تقييم مسيرة الثورة الجنوبية والحراك الجنوبي ودراسة الاخطاء وتحليلها وحلها.

*واخيراً من باب الطرافة :
*نطالب الحوثيين بعد تحقيق اهدافهم وانتصارهم ان يعيرونا دفاترهم او كراساتهم لكي نذاكر منها.

*القيادة الجنوبية مخلصة وتريد تخليصنا من الاحتلال الشمالي وفصلنا عنه ، وهي انفصالية لدرجة انها ترفض الوحدة بينهم البين كقيادات.