fbpx
شركة الوطنية للاسمنت وقرار الفصل الجائر

شركة الوطنية للاسمنت وقرار الفصل الجائر

بقلم: علي حسن الخريشي

إننا نعيش اليوم في القرن الواحد والعشرين ويفصلنا قرابة 126 عام عن قيام أول انتفاضة عمالية عالمية وهي تلك الانتفاضة التي اندلعت في الأول من مايو سنة 1886م في مدينة شيكاغو في الولايات المتحدة الأمريكية وبذلك فقد أصبح هذا اليوم عيداً عالمياً لكل العمال في أرجاء المعمورة قاطبة .

أما في زمننا هذا فقد أصبح وجود النقابات العمالية ضرورة ملحه لكل مرفق عمالي أكان عاماً أو مختلطاً أو خاصاً وذلك لما لهذه النقابات العمالية من دور بارز في إيصال مظالم المظلومين من العمال إلى الجهات المسئولة .

ففي أوروبا وأمريكا بل وفي اغلب دول العالم لا يكاد يخلو اليوم أي معمل صغير أو كبير من تواجد الجمعيات النقابية التي تنشأ بين العمال وبمساعدة إداراتهم .لان مثل هذه النقابات تساعد الإدارات على التواصل السهل بينها وبين العمال فيسود في العمل التآخي والتآزر بين الجميع حينها يشعر كل عامل إن هذا المصنع ملكاً له فيحافظ عليه مثلما  يحافظ على حدقات عينيه .

لكن الغريب في الأمر إننا في اليمن لازلنا بعيدين كل البعد عما يدور حولنا في العالم وان قانون الاستثمار والعمالة الذي   نسمع عنه منذ زمن ما هو إلا ضحك على الدقون . فنجد مجموعة  كبيرة مثل مجموعة شركات هائل سعيد انعم يزعجها كثيراً وجود مثل هذه النقابات المنتخبة من قبل العمال أنفسهم فهي إلى اليوم لم تالف في مجموعتها على مثل هذا النوع من النقابات الحرة ،لذلك نجد ان الشركة الوطنية للاسمنت التابعة للمجموعة والتي تقع في منطقة بلة محافظة لحج والتي تحوي بداخلها نحو 1000 عامل  لم يروق لها وجود الجمعية النقابية التي انتخبها العمال من بينهم والتي تكونت هيئتها الإدارية من أكفى العمال ثقافة وتأهيل والتي لم تكن لتظهر لولا المظالم التي أحبطت كاهل العمال بعد أن راو أن المناصب والامتيازات لا تمنح حسب الكفاءة بل حسب المناطقية والقرابة والوساطة  فأوصلت هذه الجمعية النقابية صوت المظلومين إلى إدارتها  التي أزعجها وجود مثل هذه النقابة التي تدافع  عن حقوق العمال وإيصال صوتهم ،حيث أقدمت إدارة هذه الشركة على اتخاذ قرار الفصل بحق 14 عامل من الهيئة الإدارية والعمال النشطاء في هذه النقابة تحت حجج واهية وأعذار لا تمد للواقع بصلة. ونحن هنا نتساءل ؛ هل هذه الشركة بالفعل تتبع مجموعة هائل سعيد انعم التي كنا نسمع أنها شركات حقوقية وضد الظلم والتمييز بين عمالها . أم إن الذي يسمع ليس كمن يعاشر ويرى.

إن  مثل هذا الإجراء التعسفي بحق 14 عامل من كفاءات هذه الشركة يضعها أمام تساؤل كبير ، هل كل من طالب بمظلمة أو بحق يكون مصيره الفصل من العمل ؟ إن هذا يعني أن  سلطة المخلوع علي صالح  كانت أرحم بكثير عندما أحالت أبناء الجنوب المطالبين بحقوقهم إلى التقاعد ولم تقم بفصلهم . أننا نقول هذا الكلام ونحن نتحسر الم أن تكون هذه الشركة هي احد شركات المرحوم هائل سعيد انعم الرجل الذي عرف بحبه للحق والخير ومحاربة الظلم، فأصبحت شركاته اليوم أشد ظلم من الظلمة .

وهنا من حقي أن أوجه رسالة إلى أولاد المرحوم هائل سعيد أذكرهم فيها بقول الرسول صلى الله عليه والسلم فيما يرويه عن ربه في الحديث القدسي :   ( إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا…..).

وقوله عليه الصلاة والسلام : ( لا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا  أعدلوا هي أقرب للتقوى).

فهل العدل أن يفصل من عمله كل صاحب مظلمة  أو دافع عن مظلومين.