fbpx
رجال في ذاكرة التاريخ النضالي للجنوب

كتب :علي حسن الخريشي

 

ودعت ردفان يوم الثلاثاء الماضي 26/8/2014م المناضل الجسور احمد بن مثنى قسوم القطيبي عن عمر يناهز 85 عاما بعد معناة طويلة مع المرض والشيب أقعدته الفراش لسنوات.

ويعد المناضل احمد قسوم من كبار المناضلين المشهود لهم بالشجاعة والحنكة القتالية والفدائية ، شارك مع رفاق دربه المناضلين من أبناء ردفان في مختلف المعارك التي دارت رحاها في ردفان والضالع ضد التواجد البريطاني في الجنوب واهما معركة جبل البدوي التي استشهد فيها المناضل راجح بن غالب لبوزه ومعركة الملاح براش ومعركة ألربوه وجبل بطه ومعارك الضالع وجبل ردفان والحبيلين حيث كان الفقيد قسوم في مقدمة الصفوف المناضلة التي جسدت لوحات  البطولة والفداء والحرية منذ انطلاقة ثورة 14 أكتوبر 1963م حتى تحقيق  الاستقلال  في 30 نوفمبر عام 1967م .

الفقيد المناضل احمد قسوم

كما يعد الفقيد احمد قسوم من أول المناضلين الذين لبو النداء لفك الحصار عن صنعاء سنة 1962م هو ورفاق النضال من أبناء ردفان والجنوب فسطروا ملاحم بطولية في جبال المحا بشة وغيرها من جبهات القتال في الشمال ملبين دعوة العروبة لفك الحصار عن صنعاء المعروف بحصار السبعين يوماً ، وأحب إن اذكر هنا قصة رواها لنا الكثير من المناضلين من أبناء ردفان كما رواها لنا المناضل قسوم بلسانه قبل سنوات وقبل أن يقعد طريح الفراش قال : رحمه الله كنا في جبال المحا بشة اثنا دفاعنا عن صنعاء وفك حصارها إنا ومجموعه من رفاقي المناضلين وقد أصابنا جوع شديد فلم نذق الطعام منذ أيام ، فلم احتمل الجوع عليا وعلى أصحابي فخرجت في مهمة إحضار الطعام لرفاق رقم الخطر  الذي كان يملا المكان ، نعم خرج قسوم و غاب ولم يعد إلى رفاقه المناضلين وهم يجهلون ما أصابه ، وفي المساء عاد قسوم  وسط الليل الدامس وهو يجر قدميه بحمل ثقيل وصدى نسماته يرددها المكان لقد كان الحمل ثقيل جداً ، إما ماهو هذا الحمل الذي على عاتقه فلم يعرف  رفاقه بعد ، فهم يتسألون ماذا عساه احضر لنا قسوم من طعام ؟ ولم يعرفوا هذا الطعام إلا بعد إن كشف قسوم عن سترته أو ما يسمونها بالدارجة معوزه الذي كان يرتديه والذي استخدمه كشوال لجلب هذا الطعام الذي يحمله ، حينها عرف الرفاق المناضلون إن هذا الطعام كان عبارة عن لحم بقر . صاح احدهم الله اكبر يا احمد من أين أحضرت هذا ؟! احمد أوه دعوني أولا آخذ أنفاسي ، ثم ادخلوا إلى داخل الكهف واشعلوا النار حتى لايراكم العدو وسأحكي لكم قصتي . أشعلت النار لطبخ هذا الطعام . وقالوا هي احكي لنا يا احمد من أين أتيت بهذا اللحم ؟ قال احمد : بعد إن ضاقت بي السبل ولم أجد ما احمله إليكم وجدت إحدى البقر الضالة وقد كان ثوراً فانقضيت عليه كالأسد الجائع بخنجري وذبحته وقطعته ولم أجد أي شيء احمله به فريستي أليكم غير معوزي هذا الذي ارتديه على عاتقي فكلوا هي واحذروا العدو . هذه قصة بسيطة من قصص الذئاب الحمر من أبناء ردفان  الذين سطروا الملاحم البطولية والنضالية في الجنوب والشمال ، رحمت الله عليك أيها المناضل الفذ احمد مثنى قسوم  رقم هذا التاريخ النضالي الكبير الذي كتبته وسطرته إلا انك عشت انسانأً بسيطاً تتحمل شقف العيش ومعناة الحياة المريرة بما تحمله من فقر ومرض وعوز ، ولم تحصل على التكريم الذي يليق بك كمناضل من الرعيل الأول ، فنم غرير العين أيها الأسد الجارح ونسال الله إن يتغمدك بواسع الرحمة والمغفرة  ويلهم اهلك وذويك الصبر والسلوان ولا حول ولا قوة إلا بالله .