fbpx
سرطان الأطفال في عدن قاتل صامت ..من يتصدى له ؟
شارك الخبر

يافع نيوز – عدن – منصور صالح :

تتزايد وبصورة مخيفة وباعثة على القلق في عدن وعدد من المحافظات المجاورة لها حالات الإصابة بمرض سرطان الأطفال ،ماباتت تقرع معه أجراس الإنذار بأن المجتمع أمام كارثة صحية ،تهدد شريحة واسعة منه بفصول من الألم والمعاناة والفناء إن لم تكن هناك بالمقابل توعية شاملة وخدمة صحية كافية للتخفيف من فرص الإصابة بهذا الداء ،وان لم تتضافر وتتضامن جهودالمجتمع كاملة لمواجهة هذه الكارثة الصحية.
ربما لا احد يستطيع تصور مدى معاناة المرضى من الأطفال المصابين بالسرطان ،لكن زيارة واحدة إلى وحدة الأورام في مستشفى (الصداقة) الوحدة حاليا كافية لأن تذكرنا بان هناك أناس تعاني ،وتتألم وتموت في اللحظة مائة مرة ،أطفال يبكون من شدة الوجع ،ومعهم يتألم آبائهم وذويهم من ثقل الهم وتكاليف العلاج التي يعجز عن تحملها الأثرياء فكيف الحال بالبسطاء والمسحوقين في هذا المجتمع الذي تتسع فيه رقعة الفقر كل يوم.
ما يبعث على الأمل انه و في عتمة هذا الظلام المحيط بهذه الشريحة من المرضى ،وإحساسا بأوجاع وآهات هؤلاء المرضى بادر عدد من الأطباء في مستشفى الوحدة للأطفال بعدن إلى تأسيس جمعية خيرية تعنى بمكافحة أورام الأطفال (السرطان )،في غاية إنسانية ونبيلة منهم تهدف إلى التخفيف من معاناة عدد كبير من الأطفال الذين ابتلاهم الله بهذا المرض الفتاك صحيا والمنهك ماديا.
المعاناة اليومية ،و المشاهد والوقائع المؤلمة التي يعيشها هؤلاء الأطباء في وحدة الأمل لعلاج الأورام الموجودة في المستشفى ،حركت في هؤلاء الرجال رغبة للإسهام في التخفيف من آلام وأوجاع مئات الأطفال المصابين بهذا الداء القاتل والذين تتزايد أعدادهم كل يوم خاصة في أوساط الأسر المسحوقة والأقل نصيبا من التعليم والرعاية الصحية .

وبقدراتها المحدودة تعمل الجمعية باتجاه توفير العلاج للمرضى في المستشفى وخارجه ،وتقديم العون المادي لأسر المرضى لدفع تكاليف الفحوصات الطبية ،وكذا دعم الأسر القادمة من الريف لعلاج أطفالها وتوفير السكن الملائم لها ،إضافة الى جهود إنسانية أخرى لا تقل أهمية ، تحتاج إلى إن تسارع الحكومة الى دعمها ،أسوة بالجمعيات المشابهة في محافظات أخرى ،كما تحتاج لأن تمتد إليها أيدي المحسنين وأهل الخير ،باعتبار إن أي صدقة تقدم في هذا الاتجاه ستكون في خير الأماكن التي يجب ان توضع فيها ولاشك ان أجرها عند الله سيكون عظيما.
إن معاناة وعذابات الأطفال المصابين بالسرطان ،تتجاوز إمكانية الوصف أو الإحاطة بتفاصيل أوجاعها الصحية والنفسية والمادية ،ولذلك تحاول الجمعية ان تكون إلى جوار هؤلاء بتقديم شيء من العون المادي والنفسي لهؤلاء الأطفال المتعبين ولذويهم ،لكنها جهود تصطدم بعدم القدرة على الإيفاء المستمر بكل ما يحتاجه الأطفال المصابون بالسرطان ،خاصة ما يتعلق بالتكلفة الهائلة لقيمة العلاج التي تصل إلى مئات الآلاف في الشهر الواحد ،وهو ما تستطيع إن تتحمله أسرة الطفل المريض كما تعجز الجمعية بإمكاناتها الشحيحة المعتمدة على ما يجود به بعض أهل الخير والتي لا تفي بالنزر اليسير مما يحتاجه هؤلاء المرضى.
نتمنى إن يوجه أهالي الخير وفي شهر الخير هذا أيديهم لدعم جهود هذه الجمعية او حتى للدعم المباشر للمرضى ،كما نأمل يصحو ضمير حكومة الوفاق ووزارة الصحة فيها تجاه التعامل مع ألأطفال المصابين بالسرطان في عدن والمحافظات المجاورة كما هو حال تعاملها مع مركز الاورام في صنعاء بعيد عن المماطلة والوعود التي تتبخر في الهواء.

أخبار ذات صله