fbpx
القضية الجنوبية وصراع المحاور السياسية /بقلم:أحمد قاسم طماح
شارك الخبر
القضية الجنوبية وصراع المحاور السياسية /بقلم:أحمد قاسم طماح


الزحف الثوري الهادر للحراك الجنوبي في الأعوام الماضية مثل قوة دفع ثورية  لم تكن في حسبان كثير من القوى السياسية حاكمة ومعارضة وشكل هذا المد الثوري صدمة قوية لها مما جعلها تعيد حساباتها في كيفية احتوائه والسيطرة عليه أو تفكيكه والقضاء عليه ولو بالقوة العسكرية وهذا ما حصل بالفعل من خلال إرسال الجيوش والتعزيزات العسكرية وحصار المدن وضربها لكن كل هذا لم يوقف مسيرة الحراك النضالية المطالبة بالحرية والاستغلال والعدالة الاجتماعية وبناء الدولة المدنية الحديثة.

أن الحراك الجنوبي لم يسلم من مظاهر التعقيد الناتج عن تصرف بعض القوى السياسية التي حاولت وتحاول إفراغ الشحنة الثورية من الشارع الجنوبي الثائر واستبدالها بشحنة الفساد والترهل وجعل الثورة والثوار خارج التغطية وإحلال قوى الكروش والجيوب التي لم تعلن يوماً عن شبعها ولم تكتفي بما سببته على هذه الأمة من خراب ودمار وقهر وضياع ولم تعلن يوماً من الأيام عن فشلها السياسي وعدم قدرتها على إدارة البلاد وتفسح الفرصة لقوى شريفة نظيفة قادرة على العمل ولديها طاقة خلاقة وإبداعية وحماسية ويمكن أن تشكل أمل للسير في الطريق الصحيح وتكون فاتحة خير لعهد جديد في تاريخ البلاد والعباد، أن هذه القوى لم تبدي حتى رغبتها في مشاركها أي قوى من خارجها وتعتبر ذلك خطراً على بقائها وترغب أن ترى البلاد والعباد يمزقهم الصراع ذلك خيراً لهم من إفساد المجال أمام الإمكانات والطاقات الشابة ومشاركتها الفاعلة في مسيرة البناء أن حديث القوى القديمة أن التغيير يبقى مجرد هراء وكلام فارغ إذا لم تعترف فعلياً بالثورة الجنوبية وقدرة الشباب على القيادة وإفساح الطريق أمامهم للعمل هذا الأمر يتطلب من الشباب التصعيد الثوري المتواصل حتى يتم إقناع هذه القوى بوجود ثورة حقيقية على الأرض لها مطالبها التي يجب أن تحترم، أن الحراك الجنوبي قد مثل نقطة تحول كبيرة وبداية تاريخية مهمة في نضال الشعب الجنوبي وعلى الجميع الاعتراف بذلك إذا أردنا أن نكون حقاً مع الحق الشرعي والقانوني لشعب الجنوب وان نثمن ونقدر عالياً تضحيات شبابنا وان نحترم هذه التضحيات ونصونها ونعمل جميعاً تحت راية الحراك السلمي الجنوبي مسلمين مستسلمين لدماء شهدائه وجرحاه وأنين معتقليه غير متناسيين للون حزن الأيام والليالي بلونيه المفضلين الدموع والدماء التي أروت ساحات الجنوب وصحة كل نائم مترهل وأيقظت المدافع والدبابات وتحليق الطائرات أصحاب البروج العالية ليتساءلوا عما يجري في الساحة الجنوبية من صراع بين قوى الخير والعدل ممثلة في الحراك الجنوبي وقوى الشر والطغيان والفساد ممثلة بقوات الاحتلال من جهة أخرى.

لقد وصل نضال شعب الجنوب إلى هذا المستوى العظيم في إعادة الهيئات والنقابات الجنوبية المعول عليها أن تكون لاعب أساسي في الساحة الجنوبية في تقريب ساحة الحسم الكبرى نحو تخليص شعبنا من نظام الاحتلال الفاسد وإيذاناً بفتح عصر جديد خالياً من الظلم والقهر والاستبداد والمناطقية الظلامية التي كانت سبب من أسباب هزائمنا من المهم في الظروف الحالية الاستمرار في تصعيد النضال السلمي والإبداع في أشكاله وأساليبه وتعزيز دور الاتحادات والنقابات وتفعيل دورها بما يضمن لها النجاح والاطلاع بدورها في إدارة نضال جماهير شعب الجنوب.

أن ما يجري اليوم على الساحة السياسية يبرهن بالملموس إعادة إنتاج قوى الحرب والفتنة لكي تستكمل مهمتها في تصفية القضية الجنوبية ونضال شعب الجنوب. لقد وصلت الأمور إلى مستوى خطير جداً جعلت كل محاور الصراع على المحك وأمامك تحد لم تشهد له مثيل في تاريخ نضالها السياسي وهنا مربط الفرس أيه الأشاوس يا تكونوا أو لا تكونوا فالمواطن الجنوبي يتابع باهتمام بالغ مدى قدرتكم على الصمود وبراعتكم وحنكتكم في التصرف في هذه الظروف شديدة التعقيد وهنا تبان معادن الرجولة والقوة السياسية لكم، أن المفاوضات في ظروف الفوضى غير مجدية ولن نستفيد منها شيء غير قوى معينة هي المستفيدة لأنها لا تستطيع أن تعيش إلا في ظروف الفوضى والمفاوضات على وقع النار يدل دلالة على استعراض القوة وأن الحسم سوف يكون بالقوة في حالة فشل المفاوضات وهكذا علمنا الزمن والتعايش مع قوى الاحتلال نقول لكل محاور الصراع السياسي الجنوبي عيشوا الواقع الجنوبي بآلامه وجراحه ومعاناته أنكم لم تنتصروا لنا يوماً فالوقت أمامكم للانتصار ارحمونا لحظة واحدة في تاريخ نضالكم ونطلب من الله المغفره لكم على كل خطاياكم. كفا عناد وحقد وكراهية لا تجعلوا تصفية القضية الجنوبية أمراً ممكن اجعلوها أمراً غير ممكن ونقول لهم جميعاً تبقى القضية الجوهرية أقوى من كل الإجراءات الشكلية.

والله ناصرنا ولو بعد حين . . .

أخبار ذات صله