fbpx
عن معاناة المرأة الجنوبية
شارك الخبر

كتب/ هنادي العمودي
يعرف الجميع ان كافة الجنوبيين رجالا ونساء واطفال وغيرهم يعيشون واقع مأساوي منذ عقدين من الزمن، لكن هنا سنحاول التطرق إلى ما تعيشه المرأة الجنوبية من واقع استثنائي من حيث حجم المعاناة التي تعيشها نساء الجنوب جراء احتلال الجنوب في العام 1994م وحتى يومنا هذا.
المرأة الجنوبية مثلها مثل رجال الجنوب تأثرت كثيرا وتعاني أشد معاناة بسبب ما حل بالجنوب، فالاحتلال اليمني الذي عمد إلى تسريح الجنوبيين من وضائفهم كانت المرأة هي الأشد تضررا من تصرفات المحتل اليمني، فهي باعتبارها موضفة جرى حرمانها من وظيفتها بتسريحها، وباعتبارها ربة بيت وزوجة وأم اضحت تعيش معاناة اضافية من شظف الحياة وتردي وضعها الصحي وحرمانها من التعليم، ثم إلى معاناتها الكبيرة وظروفها النفسية الصعبة التي تعيشها بينما ترى واقع ما يعيشه زوجها او ابنائها الذين اما فقدوا وضائفهم او اصبحوا في طابور البطالة بلا اعمال.
هذا في حين تراجعت نسب التحاق الفتاة الجنوبية في المدارس وعدم اكمال تعليمها بسبب الظروف المعيشية التي تعيشها الأسر الحنوبية او بسبب الخوف من الانفلات الامني وانتشار ظاهرة المضايقات التي تتعرض لها الفتيات وبالذات في السنوات السابقة من قبل عصابات وجنود النقاط العسكرية والأمنية المنتشرة في الطرق وعلى مداخل ومخارج المدن، بالاضافة إلى انتشار الجنود داخل بوابات وحرم الجامعات والمعاهد التي تحولت إلى ثكنات عسكرية.
مأساة المرأة الجنوبية لم تقف عند هذا الحد بل وصلت إلى حد آخر تمثل في حياة القلق الدائم الذي تعيشه جراء اعمال القتل التي تطال الجنوبيين بالاضافة الى الملاحقات التي يتعرضون لها باستمرار ثم بسبب تردي الامن وانتشار الجريمة اصبحت المرأة تعيش لحظات عصيبة قلقا على اقاربها، هذا ناهيك عن القصف الذي يطال مناطق ومدن الجنوب بصورة عشوائية ولا تنجو منه النساء.
الكثير من نساء الجنوب تعرضن لجرائم القتل ولا ننسى الجريمة التي طالت الشهيدة فيروز التي لفضت انفاسها وهي ترضع طفلتها ذو الاربعين يوما داخل غرفتها ولا تعلم ان الموت ينتظرها في فوهة رشاشة جندي داهم الحي الذي تسكنه في منطقة البساتين بالعاصمة عدن ذات ليل، ومثلها الشهيدة عافية محمد فضل التي قتلها جنود الاحتلال في حي السعادة بخور مكسر بالعاصمة عدن يوم التاسع من فبراير في العام 2013م، وكذلك لا ننسى المأساة الكبرى والجريمة البشعة التي طالت منزل في الضالع عندما تعرض منزل الشيخ ياسين الضالعي للقصق بقذائف دبابات الجيش اليمني واودى بحياة كافة افراد اسرته حيث قضت زوجته الحامل وطفلتيه ياسمين وسارة واستشهدتا جميعهن، وكذلك جريمة القتل التي طالت الطفلة تمنى قحطان في منطقة الجليلة بالضالع يوم 17 يناير 2014م.
لقد وصل عدد النساء الجنوبيات اللاتي تعرضن للقتل وسقطن شهيدات برصاص قوات الاحتلال إلى اكثر من ثمانين شهيدة ونذكر هنا بعض اسماء الشهيدات مثل:
الشهيدة أم عمر هبة – استشهدت في شهر يوليو من العام 2010م.
– الشهيدة نور حرم الحاج علي فرتوت في شهر اكتوبر تقريبا من العام 2010م.
– الشهيدة ندى شوفي – في شهر مارس من العام 2012م.
– الشهيدة حنين القاضي – استشهدترفي 22 ابريل من العام 2012م.
هذه نماذج لعدد من الشهيدات اللاتي سقطن برصاص قوات الاحتلال بالاضافة إلى الكثير من النسوة الآخرات اللاتي لاقين ذات المصير، كما استشهدت 33 امرأة في أحداث القصف الجوي الذي طال منطقة المعجلة بمحافظة ابين وحوالي 25 امرأة لقين مصرعهن في تفجير مصنع 7 أكتوبر للذخيرة بمنطقة “الحصن بجعار قبل عدة سنوات.
وقبل اقل من شهرين تعرضت الناشطة في الثورة الجنوبية زهراء صالح لمحاولة اغتيال وذلك بالقاء قنبلة عليها ومرافقيها ادت إلى اصالتها باصابات بالغة تسببت في بتر احد ساقيها ولا تزال تتلقى العلاج حتى يومنا هذا في المستشفى الذي اسعفت إليه في دولة الهند.
هذا وتعاني نساء الجنوب وبالذات امهات الشهداء وزوجات الشهداء واقاربهم معاناة شديدة وصعبة للغاية.

أخبار ذات صله