fbpx
رئيس من خلف الكواليس
شارك الخبر
رئيس من خلف الكواليس

رئيس من خلف الكواليس

بقلم :- محمد علي رشيد النعماني 

يبدو أن الرئيس اليمني علي عبدالله صالح ما زال متمسكا بكرسي الحكم في اليمن ويظهر ذلك جليا من خلال تصريحاته الأخيرة من مقر إقامته في الولايات المتحدة الأمريكية حيث أعلن انه سيعود إلى صنعاء للوقوف على الحملة الانتخابية للمرشح التوافقي  للانتخابات الرئاسية نائب الرئيس عبدربه منصور هادي , وحشد ( أنصاره ) لدعم هادي في الانتخابات , إن هذه التصريحات لتؤكد أن علي صالح لا زال يمارس صلاحياته كرئيس للجمهورية ولكن من خلف الكواليس  , ويتجلى ذلك في إصداره بعض القرارات والتعليمات ومنها على سبيل المثال توجيهه  قبل أيام بإعادة إصدار صحيفة الأيام  العدنية التي داهمها الجيش والأمن اليمني قبل نحو عامين وقام بمصادرة محتوياتها وإغلاق مقرها , ويبدو لي انه قد تم عقد صفقة سياسية بين المؤتمر الشعبي العام وأحزاب اللقاء المشترك  تم بموجبها خروج صالح شكليا من سدة الحكم وانتخاب نائبه هادي وهو جنوبي لتولي منصب الرئيس على أن يدير الرئيس اليمني ومعه المتنفذين في أحزاب المشترك وخاصة ( أولاد الأحمر وحلفائهم ) شؤون البلاد من خلف الكواليس , مما يعني أن خصوم صالح السياسيين المتمثل في اللقاء المشترك وحلفائه لم يكونوا جادين في إسقاط صالح ونظامه  الذي بدأ يتهاوى  خلال الثورة الشعبية والمستمرة منذ عام , بل إن خصوم صالح السياسيين كانوا بمثابة طوق النجاة له الذي أنقذه من الغرق في بحور الملاحقات القضائية والمحاكم الدولية جراء جرائمه التي ارتكبها طوال ثلاثون عاما من حكمه . واستفاد خصوم صالح سياسيا من هذه الصفقة التي حجمت من دور صالح السياسي وأوصلتهم إلى التقاسم الحقيقي معه في السلطة والثروة , كما أنهم بإنقاذهم لصالح إنما أنقذوا أنفسهم معه , فمن المعروف أن خصوم صالح السياسيين اليوم هم أنفسهم الذين كانوا حلفاؤه بالأمس , وما حملهم على الاقتتال معه إلا استفراده بالحكم ومحاولة تهميشهم سياسيا وإداريا , مما حذا بهم إلى الركوب على موجة التغيير التي قادها الشباب والفقراء من الشعب لتحقيق مكاسب سياسية والحفاظ على النفوذ الاقتصادي والإداري والقبلي .

والسؤال المطروح هنا :- هل سيقبل شباب التغيير بهذه الصفقة التي حيكت في الخفاء , وهل سيقبل الجنوبيين بدور الكومبارس الذي سيلعبه هادي باسمهم باعتباره أول جنوبي يتقلد منصب رئيس الجمهورية اليمنية بعد الوحدة , الأيام المقبلة ربما ستجيب عن هذه التساؤلات والتي حتما ستكون أياما حبلى بالمفاجآت .


أخبار ذات صله