fbpx
للأسف هذه أيضا بلطجة

للأسف هذه ايضاً بلطجه

صلاح السقلدي

ما حدث مساء يوم السبت 11 فبراير في ساحة التغيير بمدينة كريتر من اعتداء وإحراق لخيام المعتصمين هناك من قبل من يزعمون انهم بالحراك الجنوبي (السلمي) وهم يضرون الجنوب وقضيته العادلة من حيث يقدّروا انهم يفيدون، ويمثلون قضية كبرى بحجم القضية الجنوبية شيء معيب ومضر، معيب لمن قام به ومن عرف به وصمت وينم عن غباء وجهل، ومضر لأن مثل هكذا بلطجة تصيب مسيرة القضية الجنوبية بالصميم ويوجد أرضية خصبة لاستهداف القضية الجنوبية المستهدفة أصلا، وبهذا الظرف الدقيق بالذات الذي تتعرض له القضية الجنوبية من هجمة من الجهات الأربع.
– لا نكذب على أنفسنا ونصدق ان- شماعة الأمن القومي أو بقايا النظام – تصلح ان نعلق عليها كل أخطائنا وحماقاتنا أو نخادع أنفسنا بان هذه الجهات على مساوئها انها هي فقط من يعمل على إثارة مثل هذه الأعمال لدق إسفين بين خصوهم (حراك ومشترك) فهذه الجهات التي تعمل على دق مثل هذه الأسافين والوقيعة وان كانت موجودة إلا انها لن تجد الزمان ولا المكان لتنفث بسمها الى دواخلنا ان لم نحن قد هيئنا لها ذلك ومهدنا لها الطريق.
وعليه نقول ان البلطجة من أي جهة كانت وبصرف النظر عما حصل يوم السبت 11 فبراير ومها كانت المبررات يعد عملا بلطجيا مرفوضا، فمثلما نمقت استهداف الحراك الجنوبي من قبل بلطجية الآخرين فإننا ولإنصاف القضية الجنوبية قبل ان ننصف ساحة التغيير بكريتر نعلن إدانتنا لمثل هذه التصرفات وعلى الحراك الجنوبي وبالذات الشباب في عدن ان يقفوا وقفة صريحة وجادة حيال هذه التصرفات حفاظا على سلمية النهج الجنوبي بمسيرة استعادة الحق لأصحابه وكسب الحلفاء الذي الحراك الجنوبي بأمسّ الحاجة إليه، فليس من الحكمة ان يكون الجنوب وعبر حراكه السلمي قد قدم القوافل من الشهداء والتضحيات بنهجه للطريقة السلمي وتصدى بصور مكشوفة لآلة القمع التابعة للمطرود صالح منذ عقدين ونيف حتى إذا ما أصبح الجنوب وحراكه اليوم على تخوم النصر وتخطى أصعب الظروف وأخطرها خلال السنوات العجاف الماضية يعمد بغباء إلى انتهاج طرق عنيفة ومستفزة تمسخ تلك الصورة الناصعة التي حاز من خلالها على احترام الخارج قبل الداخل، كونها وسيلة راقية وسهلة يفاخر بها الجنوب أمام الاخرين وتعـرّف بشكلٍ واضح وجلي عن عدالة القضية، وتعد سلاحا عصريا هو أمضى الأسلحة الحديثة على الاطلاق، وبحق نسميها بـ(السلاح النووي) الذي تمتلكه الشعوب الواقعة تحت هيمنة الاستبداد والاستعمار ومنها بالتأكيد الشعب بالجنوب، فبهذا السلاح استطاعت الكلمة ان تفتك بالطلقة والحنجرة ان تسد فوهة المدفع، واستطاع الجنوبيون من خلالها ان يحيدوا أعتى الأسلحة لنظام قمعي لا يتورع بالقتل والبطش، ويحشرونه بأضيق زاوية، فضلا انه من خلال هذه الطريقة يمكن قطع دابر الفرص الى يتحين الخصوم اقتناصها للوقيعة بين أبناء الجنوب كافة وعدن خاصة.
– فأصحاب الحق لا يمكن ان يكونوا بأي حال من الأحوال مصادري حقوق ولا متعـدّين عليها وان بلغت الأسباب ذروتها ووصلت الاختلاف منتهاها، فمن شرب من كؤوس الظلم المترعة وتجرع من جفان أدهقت بحنظل القهر لا ينبغي له إلا ان يقف في مربع المظاليم والمقهورين مهما تبدأ له حجم الاختلافات وتجلت له أنواع التباينات، (فالظلم يجمع المظاليما) كما يقال. فليس من القوة بشيء مثل هكذا تصرفات، فالقوي ليس بالصرعة بقدر ما المرء القوي هو من يقوى على غضبه ويكبح جماح تهوره، كما علمنا رسولنا الكريم (ص).
– فحسنا عمل الحراك الجنوبي بإصداره بيان شجب لهذه الأعمال الغريبة. ومرة أخرى وبكل لغات العالم وبصوت واضح لا يعتريه الخجل أو الضير ولا يشوبه التردد نعلن ان مثل هذه الأعمال التي قام بها شباب الحراك الجنوبي السلمي بمدينة بكريتر هي أعمال منبوذة ومرفوضة ولا يمثل من قام بها إلا أنفسهم فقط مهما ساق هؤلاء الشباب من مبررات ومسببات.
– طموح العقلاء بناء وطموح الحمقى تهديم، فمن يود ان ينتصر للقضية -أي قضية- ينبغي له أولا أن ينتصر لها على نفسه وفي اعماق ذاته ليكون الدرب معبدا وسالكا إلى مبتغاها. (ولله الامر من قبل ومن بعد).
حكمة: «شيء مؤسف أن ندعو إلى التمسك بالمثل العليا أمام الناس ثم نلتمس الأعذار في تطبيقها لأنفسنا» توماس كارل.