مقالات للكاتب
في الشرع وفي القانون وفي العادات وفي الأعراف القاتل يُقتل ، والنفس بالنفس قصاصاً ، فما ذنب ممتلكات ستؤول لأبنائه من بعده ؟
نتفق في أن المجني عليه الشيخ صالح علي بن غالب رجل بحم الوطن ، مواقف ومآثر ، لكن هل سنساوي دمه بأكوام من الأحجار المتناثرة ..؟!
الإنتصار له بعد موته يتمثل في تطبيق شرع الله في الجاني ، ورد الإعتبار لروحه الطاهرة ولمآثر الحسنة يتجسد في الاحتكام الأمثل لقانون العقل والحكمة الذي كان الفقيد يجسده في حياته .
فلماذا الغوغائية والهمجية والخطأ في هدم ممتلكات القاتل ؟!
هناك طرق ووسائل من شرع الدين وصميم الأعراف والعادات القبلية ، بالإمكان سلوكها ، وتُجبر القاتل على تسليم نفسه لينال عقابه ، وليس الهدم منها بكل تأكيد ، هناك مشائخ يمكن التخاطب والتشاور معهم حيال ما يُمكن إتخاذه ، ولا أظن سيشيرون بمثل هكذا فعل .
وماذا إن سلم نفسه ، بحكم أن هدمهم لممتلكاته جاء كرد فعل على فراره بعد إرتكابه للجريمة ، هل من جعلوا من أنفسهم معاول هدم وأتخذوا قرار هدم ممتلكات الجاني سيكونون عند المسؤولية ويتحملوا تبعات خطأهم ويُصلحوا ما أفسده قرارهم . فممتلكاته أصبحت في الشرع والقانون من ممتلكات الأبناء ، الذي لا يُأثمون على ما أرتكبه والدهم .
(ولا تزروا وازرةً وزر أخرى ) هذا حكم الله من فوق سبع سماوات ، فليس صحيحاً بأن يُعالج الخطأ بخطأ مثله ، أو أن يُؤخذ الظلم بالظلم ، فلكل فعل عقاب نص عليه الشرع ، وسارت عليه الأعراف والتقاليد .
هذه ليست نهاية المطاف أو آخر المشكلات التي ستعترضنا ، إذا فيافع بحاجة إلى صوت عقل فيها يضبط تهورها وتعجلها حيال ما يُصادفها من أحداث ، فلن يحميها سوى تعقل أبنائها وتكاتفهم وإجماع رأيهم حيال كل القضايا التي تحصل .
وفي الأخير نقول إن الألم يعصر قلوبنا ، والحزن يسود حياتنا بفقد رمز من رموز يافع ومشائخها ، رجل أمتدت فِعاله الخيرة الثورية ومواقفة المشهود لها إلى كل ربوع الوطن ، فلا شيء سيخفف من ألم فقده سوى الصبر والاحتساب ، والقصاص العادل ، ويافع التي بكت من قبل رجالاً كثير من خيرة أبنائها تبكي اليوم فقيدها ايضاً .
وعزاؤنا لكل أقارب الفقيد ، ولكل من عرف الفقيد وسايره .