fbpx
الاشتراكي الصقر الذي هبط من قمته ليعيش مع البوم في الخرائب / ابوايمن الردفاني
شارك الخبر
الاشتراكي الصقر الذي هبط من قمته ليعيش مع البوم في الخرائب / ابوايمن الردفاني

 الاشتراكي حزب الطبقة العاملة وحلفائها الفلاحين والمثقفين الثوريين والبرجوازية الصغيرة حزب الطبقات الكادحة والفقيرة والمسحوقة صاحبة المصلحة الحقيقية في الثورة. الحزب الذي تخلق من مخاضات عسيرة من تربة أرض الجنوب الطاهرة وشهد فيها مهده ومراتع صباه ومراهقته ويفوعه وسنوات صعوده وعنفوانه، كان شرف وعقل وضمير الشعب وقائده المطلق، حملناه على الأكتاف والرؤوس طويلاً وتغنينا بشعاراته البرّاقة وجعلنا منه أسطورة لطالما شكّل فزاعة مريعة لدول الإقليم.

 عمل بأيدينا وسار بأقدامنا وصرخ عالياً بأصواتنا وبنى عرشه العظيم بدمائنا وأرواحنا تحدث نيابة عنا وحقق الوحدة باسمنا وأوكلنا إليه أمرنا  وتصرف بكل شئون حياتنا ولكن في نهاية المطاف أكل الثوم والبصل بأفواهنا.

 اليوم تغير السالف..  العمال والفلاحين والطبقات الكادحة والفقيرة والمسحوقة لم تعد تروق لهذا الحزب ولم تعد هي صاحبة المصلحة الحقيقية لا في الثورة ولا في الوحدة ولا في أي شيء آخر، بدأ اليوم متأففاً منها ويضع أصابعه على أنفه ويكتم أنفاسه كلما مر بجوارها. اختلف اليوم شكل المصالح والتحالفات وتغير لونها وطعمها ورائحتها لم تعد هناك مصلحة تخصهم ولم يعد قادراً أن يمنحها من كان يعتقد أنهم أصحابها. هو كان يقول ذلك عندما كان لا يملك الشيء الكثير ليعطيه وعندما لم تكن حاجة الجماهير تتطلب عطائه.

 ولكن عندما برزت حاجة الجماهير وأصبحت مصلحتها واضحة وملحة لم يعمل أكثر من أنه أبعد أصابعه عن انفه ووضعها في اذنيه لكي لا يسمع أنينها وصراخهاولا يسمع صرير القيود والسلاسل في أيديها وأقدامها وتطوعوا جيرانه وحلفائه الجدد ووضعوا أيديهم على عينيه لكي لا يرى من كانت أمته وهي

 تتلوى تحت صنوف من العذابات والقهر ولكي لا يرى جراحاتها النازفة وشكل وجوه قتلاها وأشلائهم المتناثرة. كنا نعتقد أنه سيظل يحفر في الجدار كيما يفتح لنا ثغرة للنور. لكنه فضّل أن يزيد هذا الجدار سماكة وليذهب النور إلى الجحيم. هو لم يعد اليوم من عشاق النور ولا يبدو بحاجة إليه هو يعيش اليوم مع

 حلفائه الجدد مصاصي الدماء عشاق الظلام ومن يعيش وسط مصاصي الدماء لا يستطيع العيش في النور ولا يمكنه أن يتعافى.

الاشتراكي لم يعد ذلك الصقر الذي عهدناه يحلّق في الأعالي ويعيش بأعلى  القمم فقد تخلى عن أعاليه وهبط من قمته ليعيش مع البوم في الخرائب.

  هو اليوم في وضع لا يحسده عليه أحد ولا أظنه قادراً على الخروج من هكذا وضع فهو كلما جاء يوم كلما توغل أكثر مع هذه القوى الشيطانية وكلما توغل

  أكثر كلما حشر نفسه في الزاوية الأضيق من الكهف. هو سلم قياده إلى قوى لا يشرف الإنسان السوي حتى يتلفظ بمجرد التلفظ  باسمها وتخلى عن شعب الجنوب الذي صنعه وسيسجل له التاريخ هذا الخطأ الفادح، وستثبت قادمات الأيام من أنه بتخليه عن شعب الجنوب إنما تخلى عنمصدر قوته وملاذه الآمن ولم يعد بيده ما يلوح به أمام همجية قوى الشر وجموحها إلا الخنوع والاستسلام والعيش في الحضيض.

  ويرى قريباً أيضاً أن هذه القوى التي نجحت في تقليم أظافره وتجريده من سلاحه الأمضى من أنها لا تهابه ولا تعيره أدنى اهتمام لأنه لا يساوي شيء بدون شعب الجنوب العظيم وستكون نهايته الحتمية أن ترميه هذه القوى في أول قارعة طريق، وفي ذلك الحين سيجد نفسه فجأة كالتي (لا من زوجها ولا من

  صاحبها) وسينكمش ذاك الذي كان عملاقاً ويتحول إلى مجرد بقالة صغيرة في أحد زوايا صنعاء لا يختلف كثيراً عن كشك قاسم سلام.   أما شعب الجنوب العظيم الذي صنع الاشتراكي سيبقى عظيماً وشامخاً وأبياً وقادراً على صنع أشياء عظيمة يكون معها الاشتراكي شيئاً تافهاً ولا يذكر.وهناك حتمية تقول (إن من يطيل المكوث بين الشياطين والأبالسة عليه أن لا يحلم بالجنة).

  تحية لرئيسنا وصدى صوتنا المجلجل المناضل/ علي سالم البيض.

  تمنياتنا بالشفاء لقائدنا وأبانا وعراب ثورتنا المناضل/ حسن أحمد باعوم.

  الحرية للأيام منبر الحق وصوت الأحرار الصارخ.

  الحرية لأسرانا الشيخ حسن بنان، فارس الضالعي، وأحمد العبادي المرقشي.

  الخلود لشهدائنا الكرام البررة الأبطال.

  والنصر دائماً للجنوب

أخبار ذات صله