fbpx
الوحدة من نفق الساحل الذهبي إلى بدروم الرئيس هادي

الوحدة من نفق الساحل الذهبي إلى بدروم الرئيس هادي..
بمناسبة الاحتفال المزدوج يومي ٢١ و٢٢ مايو الحالي، الأول الاحتفال الجنوبي بذكرى إعلان فك الارتباط الذي لم يتحقق في ٩٤، والاحتفال الثاني لأبناء الشمال والمتمسكين بالوحدة من أبناء الجنوب، أودّ أن أسجل هذه الكلمات لعلها تجد من يستفيد منها، ونحن نبحث عن الخروج من النفق المظلم إلى بر الأمان. 
أولاً: قبل ربع قرن من الزمان وقّع رئيس الجمهورية العربية اليمنية (الشمال) علي عبدالله صالح ونظيره الجنوبي الرئيس علي سالم البيض الأمين العام للجنة المركزية للحزب الاشتراكي بجمهورية اليمن الديمقراطية، وقّعا، اتفاق نوفمبر ٨٩، الذي نص على إعلان الوحدة في غضون عام، وكاد الاتفاق أن يفشل قبل إن يحسم الأمر علي البيض وعلي صالح في نفق الساحل الذهبي بعدن (جولد مور) منتصف ليلة ٣٠ نوفمبر، ويا ليتهم لم يحسموه؛ لكانت الآمال بتحقيقه سوف تستمر مفعمة بالحب والود بدلاً مما نحن فيه اليوم من كراهية وشتات، صحيح “لو” لم تعد تنفع، وهي من عمل الشيطان، وقدّر الله وما شاء فعل، لكن كلمة لو تظل تعبيرًا عن الحزن والأسف لضياع خمسة وعشرين عامًا من أعمارنا، ونحن ما زلنا في نقطة الصفر، لا وحدة تمت، ولا اتحاد سيتحقق، ولا فك ارتباط أُنجز، فأين تكمن المشكلة، هل فينا نحن كشعب مطحون ومغلوب على أمره يبحث عن الحياة الكريمة والعزة والأمان ونتأثر بالعاطفة خلف من نرفع صورهم مع علمنا بفشلهم، ويحمل البعض سلاحه ليقطع الطريق أو لقتل أخيه بدافع الجهالة والثأر، ولا يهمه دولة ولا نظام ولا خوف من عقاب ولعنة الله العلي العظيم، ولا من نار السموم؟، أم في حكامنا وسياستهم الارتجالية، أم في عدم نصح وكفاءة بعض بطانتهم ومستشاريهم وغياب المصداقية؟، أم في الأحزاب والمتنفذين وتجار الحروب المأساوية؟، أم في مجالس الشعب وثرثرتهم الغير شرعية، أم في هيئات الرقابة الوطنية الوهمية الشكلية، أم في فشل الحكومات الحزبية؟، أم في علماء الشريعة وخلافاتهم الفقهية؟، أم في المثقفين والعلمانيين ومشاريعهم الغربية؟، أم في غياب وحدة قيادة الثورة السلمية الجنوبية وخطاباتها العقلانية، أم في فشل ثورة التغير الشمالية؟، أين يكمن الخطأ.. هذا ما ينبغي للجميع الإجابة عنه، وأولهم من هم في سدّة الحكم، كل واحد يسأل نفسه أمام الله سبحانه من موقعه عن نزاهته وصدقه وأمانته وأخلاقه واستقامته وتواضعه وعلاقته بأهله وجيرانه وأبناء شعبه، ما لم فلا ننتظر الفرج قريبًا.
الأمر الثاني: لقد أدخلنا البيض وصالح نفق جولد مور، ولم نخرج منه حتى اليوم، نفق مظلم لمشروع وحدة اندماجي اعترف الجميع بفشله، فهل سيكرر الرئيس هادي ومعاونوه الخطأ من جديد، من خلال إدخالنا في نفق اتفاق إعلان الدولة الاتحادية الموقّع في بدروم الرئاسة ومنزل الرئيس بشارع الستين، فيكفي شعبنا في الجنوب وفي الشمال مشاريع تجريبية لا تتحقق على الأرض، فالاتحاد ليس شعارات وقرارات، بل قناعات شعبية وآليات تنفيذية وضمانات فعلية، وأرضية صالحة، وهذه الأربع المسائل غير متوفرة، فالقناعات الشعبية بالدولة الاتحادية في الجنوب غير موجودة، والدليل تكرار المليونيات الجنوبية، والأمر الثاني هذه القناعات لا يمكن أن تتوفر إلا بالحوار مع القوى التي قاطعت الحوار، وأما الآليات التنفيذية فلم تتم إلى الآن، والدليل غياب الوفاء بتنفيذ النقاط العشرين وما تلاها من حقوق المتقاعدين، والأمر الثالث كل الضمانات التي رُفعت إلى الآن لم تقنع شعب الجنوب؛ لأن المصداقية فُقدت من الجميع، وأخيرًا الأرضية الصالحة ليست موجودة في ظل الأوضاع السيئة ومحاولات أطراف صنعاء جرّ هادي إلى مربع الحروب وإفشاله من خلال قطع الكهرباء والطرقات والنفط والاغتيالات، فأين ستُقام الدولة الاتحادية إذا كان الشمال يعج بالعنف والفوضى وانتشار السلاح وصراع قوى النفوذ، والجنوب تُصدّر إليه حروب القاعدة، ويتم تجاهل ثورته السلمية..!! 
والله من وراء القصد.