fbpx
يكاد الشعيبي أن يقول : خذوني

 

عندما خرج تصريح الأستاذة هدى العطاس ـ الناطقة الرسمية باسم اللجنة التحضيرية للمؤتمر الجنوبي الجامع ـ والذي ذكرت فيه أنه سيتم إعلان المعرقلين لعقد المؤتمر الجنوبي الجامع ظهرت رؤوس الثعابين تتحسس ما بها ، وكأن مجرد التصريح أو التلميح بمن يعبثون في المسرح السياسي الجنوبي خط أحمر ! .. وهم يدركون أنهم معنيون بهذا العبث المزمن .. فهم السبب الرئيسي في كل ما على الجنوب من فعل سياسي يعطل خلاص هذا الشعب ..

لا يمكن اليوم ونحن على مسافة واضحة من الذين يحاولون تعطيل المشروع السياسي الجنوبي أن نتجاهل بأن البيض ومجموعته لم تقدم غير حضور سياسي هزيل ، فخمسة سنوات كان فيها علي سالم البيض مرتهناً لمكتب ( يحيى غالب الشعيبي ) والمكتب مرتهناً بميراث التاريخ البغيض من الجبهة القومية إلى الحركة التصحيحية إلى التصفيات الجسدية ووصولاً إلى يناير 1986م ولم تنتهي الجرائم التاريخية عند توقيع الوحدة بل بلغت حدها ومنتهاها في إعلان فك الارتباط في 1994م ..

لسنا اليوم لنفصل في تواريخ منّ ينتمون إلى مكتب بيروت ، ولسنا نمتلك ذاكرة مثقوبة تخضعنا كما يريدون ليسيّروا القضية الوطنية إلى ارتزاق مكشوف وواضح  ، أن ما قدمته ما تسمى جبهة علي باثواب ، وما قام به مكتب يحيى الشعيبي في بيروت من تسريب لرسالة قديمة تنافي تماماً مع ما جاء على لسان علي سالم البيض في قناة عدن لايف الذي ظهر مؤيداً وداعماً للمؤتمر الجنوبي الجامع ، وأن كان من الهزل  والعبث أن يكون مكتب بيروت وإتباعهم يصطنعون العقبات كلما اقترب موعد المؤتمر الجنوبي الجامع ..

يحيى الشعيبي الذي يمارس من بيروت ما تبقى من فكر شمولي بائد يحاول اليوم أن يعيش خارج المنطق الذي يقول أنه هو وفكره ومكتبه جميعهم خارج الوطن ، فأصحاب الفكر الإقصائي والانتهازي الذين جاءوا في غفلة من الزمان ليصنعوا دولة الخوف في 30 نوفمبر 1967م هم ذاتهم الذين ذهبوا بتلك الدولة إلى داخل نفق القلوعة يسلموها صنعاء ، وهم ذاتهم بفكرهم وحماقتهم كتبوا وثيقة فك الارتباط عن الشمال ، إذن هم موجودين الآن في المكان الخطأ ، والتاريخ الخطأ ، وبعيدا عن الشعب الذي يبغض حضورهم ووجودهم ، فهم سبب كل بلاء أصاب الشعب وبؤس مسّه ..

المؤتمر الجنوبي الجامع الذي أخرج فكرة تعتني بالتوافق الجنوبي بدون مزايدة أو انتقاص لأحد ، هذا المؤتمر جاء فكرة نخبوية وطنية في تأكيد لما كان عليه خطاب علي سالم البيض في ظهوره الأول 2009م عندما تعهد للشعب بأنه سيسلم القيادة لجيل جديد ، وعندما جاء الجيل الجديد ورسم خارطة الطريق إلى الجنوب الجديد ، خرج الشعيبي ومكتب بيروت يحولون بين الوطن وبين قيادته الجديدة ..

وليعلمها شعب الجنوب من أقصاه إلى أقصاه أن فيمن يدعون الوطنية من يبيعون ويشترون في سوق النخاسة السياسي ويتاجرون بدماء الشهداء وبآهات الجرحى وأوجاع الأمهات الثكلى ..