fbpx
حسان النادي النازح!!.. تاريخ عبثت به الظروف!!
شارك الخبر

كتب / سامر سمير

يبدوا أن الحديث عن أوضاع نادي حسان أبين، النادي المثخن بالجروح والآلام والآهات بات أمراً شائكا ومرهقاً لكل المتتبعين الرياضيين والمحبين لهذا الصرح الكبير و(حتى المنظرين أصحاب الأعراف والمهمات الخاصة الذين غالباً ما يقتاتون من إثارة الغبار والصخب حول هذه القضية أو تلك وذلك باستخدام وسائلهم المعتادة والتي أصبحت مكشوفة للقاصي والداني)، فما يحدث لفارس أبين الآن أصبح قضية شائكة أكبر من مجرد كلام يقال أو سلعة يتم تداولها في زمن حك الضروس في مجالس القيل والقال، فهي قضية كبيرة ارتبطت بتاريخ نادي عريق يمتد تاريخه لعقود من الزمن، تغير حالة وتبدل ما له ودخل في جو التوهان والنكران، وبات مرمياً في غياهب النسيان، (في زمن أصبح فيه الولاء معدوم والإخلاص شبة مفقود، وغدت المادة العنوان الأبرز لكل التعاملات مع تغير الأخلاقيات) من بعد أن كان يستسقي منه عشاق الفن والموهبة والإبداع ما لذ وطاب من أساسيات وأبجديات الرياضة الجميلة والأخلاقية.
اسم غني عن التعريف لا يمكن تجاهله أو التغاضي عنه عند الحديث عن الكرة اليمنية، نادٍ يعد كمدرسة كروية شاملة شارك في صناعة مجدة رواد أوائل ضربوا الصخر، وشقوا الحجر، وعانوا الأمرين (مرارة الفقر، وقلة الحيلة) ليسطع اسم نادٍ كبير (بجهد جهيد) تتغذى جذوره من عهد الكرة الجميلة والعصر الكروي الجميل الذي لا يمكن تكراره أو استنساخه، لا يشعر به إلى من كان له صلة وطيدة بالأصالة أو كان تواقاً شغوفاً للمتعة.
قضية نادي حسان *******
قضية النادي الأبيني الذي (ما تحملها ملف) والتي تنسج في طياتها واقع مرير لنادٍ فقير مغلوب على أمرة، طاح ضحية رفضه الانصياع لقرارات (أولياء النعمة)، وسقط مكبل الأيدي، كان كل ذنبه أنه قال (لا لا لا لاااااا) في الوقت الذي يظل فيه الرفض من المحرمات والمنهيات (عند أصحاب التشريعات) التي يتوجب عليها المعاقبة السريعة، فظلم بقرار جائر وهبط بسبب امتناعه عن اللعب علماً أن أندية أخرى سبق ورفضت اللعب بسبب أسباب معينة لم تصل إلى أنصاف ما مر به نادي حسان بعد أن طلبت منه المشاركة مرغما رغم الظروف الصعبة التي عانى منها، ولأنه عكس غيره من الأندية ذات الثقل بممثليه على الساحة أو في لجان ومجالس اتحاد القدم، فلا أحد سيفرد عضلاته دفاعاً عن هذا النادي الأبيني “المسكين” ويتجرأ على مهاجمه (شيوخ الكبة) ومن هم في رأس الاتحاد العام ولوائحه (العفنة المفصلة حسب مقاسات أصحاب الشأن)، وسينتقد سياسية الأستقواء على الضعيف من أجل نصرة الحق – شرع الاتحاديون في تحميل المسئولية لحسان كاملة – وسط صمت رهيب وتنكر عجيب لكل المدّعون بحسانيتهم زوراً وبهتاناً متناسيين أنهم من مواليد حسانية بحتة، ومتناسيين أن هذا النادي هو من قدمهم وصنع مجدهم ونجوميتهم وتاريخهم الرياضي الذي لولاه لما اتجهت إليهم الأنظار، وعرفت أسماءهم ليصلوا إلى ما هم عليه الآن، فكانوا الشامتين والمتخاذلين وأول من أداروا رؤوسهم له، فخفتت أصواتهم، وغضت أبصارهم عن ما طال فارسهم من ظلم فادح وفاضح، ففضح هؤلاء القوم، وظهرت نواياهم غير الطيبة، وبقى موقفهم السلبي وصمة عار ليسجلها التاريخ على جبينهم ليظلوا أقزاما متى ما ارتبطت أسماءهم بكيان العملاق الأبيني حسان.
حقيقتاً لا أدري لماذا يستهويني ذكر واقعة مباراة حسان وشعب إب في موسم 2006م/2007م عند ذكري لمواقف ممثلي أبين عند الاتحاد، هذه الواقعة المؤلمة وقد أسميتها (فضيحة التوقيع) عندما صادق من هم محسوبون على حسان بقرار سحب نقاط المباراة ومنحها للشعب الأبي بحجج واهية جداً، كان فيها الفريق الحساني بريء مما أدين به ( كبراءة الذئب من دم ابن يعقوب) ليتوج حينها فريق أهلي صنعاء بدرع الدوري وبلقب البطولة التي كان أبعد ما يكون قريب لها، ويحرم حسان من لقب كان الأجدر والأحق به، بسبب تدخل سافر وبمساعدة الأوصياء عند الاتحاد العام ، ورحم الله العزيز عادل الأعسم الذي سطر يومها عبارة مازالت خالدة في وجداني عندما قال: (لو سألتموني عن البطل الحقيقي لقلت حسان أبين).

(بعد عام) **********
الآن.. وبعد عاماً كامل (بالتمام والكمال) من اليوم المشئوم على الأحداث الدموية المؤسفة التي تعرضت لها محافظة أبين وأهلها والمتسببة في تشريد ونزوح ما يقارب الـ(17 ألف) أسرة أبينية نازحة ومهجرة إلى محافظات أخرى، بحثاً عن مأوى يعصمهم من ويلات الحروب والدمار التي نالت من الأخضر واليابس، وخربت كل معالم هذه المدينة ومحت كل ما هو جميل في محافظة أبين، كانت كفيلة في طمس هوية ما تبقى لتاريخ رياضة أبين وممثلها العريق والوحيد في سماء الكرة اليمنية بعد أن دمر مبناه، وسرقت كؤوسه وبيع لاعبيه في السوق السوداء، يظل فارس أبين على الوضعية ذاتها، رهيناً بين قضبان الألم ومرارة الانكسار يعاني كمعاناة مدينته التي حال ناديها لا يبعد عن حالها كثيراً، فلم تستطع إدارته المؤقتة مجاراة معطيات المرحلة الصعبة “الراهنة” ولم تنجح في محاولتها للملمة شتات ما بقى منه لعدم مقدرتها وامتلاكها – للرؤوس الكبيرة – وعجزها عن توفير اللغة الرسمية التي يتحدث بها الجميع وهي “المال ”
في ظل تكالب الظروف المحيطة، فأصبح وجودها غير مؤثر على الجسد الحساني رغم محاولاتها لإعطائه جرعات علاجية جادة بسعيها الدؤوب لانتشال الفارس من محنته المرضية – بدون فائدة – فاكتفت بعد أن اضطرت مرغمة إلى أن توقف كافة نشاطاتها.. لتستمر المعاناة.
( كرات طائشة) ******
قبل مدة وجيزة استغربت من كيفية تعامل الأخ الوزير “معمر الإرياني” في صرف المخصصات المالية “كاملة” المتعلقة بالانتخابات الرياضية لبعض مدراء مكاتب الشباب والرياضة في المحافظات رغم إدراكه بعدم مقدرتها على إقامة الانتخابات، وهنا أخص بالذكر أبين وأنديتها التي حتى اللحظة بدون هوية انتخابية بما فيها نادي حسان!!.
الإدارة الحالية لحسان ربطت مصير عودتها إلى مزاولة النشاط الرياضي بعد أن أوقفته في بيان سابق صادر منها إلى عودة أبناء المحافظة إلى منازلهم، الآن وبعد مرور شهر منذ الإيقاف تسربت إنباء على أن العيسي سيشرع إلى دعم حسان، وسيقيم معسكرا خاصا للفريق الكروي (في الحديدة).
فهل سترضخ الإدارة إلى وصاية العيسي بعد أن كان سبباً في هبوط فريقها أم ستتمسك في القيم والمبادئ التي عرفناها بها وترفض ذلك حتى تحل قضية المحافظة ككل التي هي بنظري أهم من أي قضايا رياضية؟!!.

* اخبار اليوم

أخبار ذات صله