fbpx
إفشال الطرق الملتوية لطمس الهوية

بقلم : عبدالرحمن الطحطوح

ظن النظام اليمني ان تاريخ 07/07/1994 سيكون آخر فصول التاريخ، وانه بهذا التاريخ قد استطاع ان يضيف أرض وثروات الجنوب ومكتسباته الى جعبته، وخيل اليه انه يربض فوق تلك المكتسبات الى ان يرث الله الارض ومن عليها، متناسيا بذلك استحقاقات التاريخ ومتغافلا عن الدروس التي أرغمت انوف الطغاة على  الخضوع والانكسار ..!

الشعب الجنوبي صاحب تاريخ طويل ومرصع بالنضال، وسجلات الابطال حبلى بأسماء جنوبية شاركت في صنع الحضارة في قديم التاريخ وحديثة و هو ما تجاهله النظام اليمني حين  اراد ان يطمس هويته ويخفي معالم ذلك التاريخ بكل احداثه، فاعتبر ان بإمكانه ان يجير الاحداث ويحتوي المتغيرات ويغالط الاجيال القادمة وفق ثقافته وسلوكه التي تربى عليها.

كان نظام صنعاء يعتقد ان الشعب الجنوبي قد يُطوع وتفرض عليه سلطة الشيخ ويرغمه سجن القبلية على القبول بالأمر الواقع والانصياع لنظام الغاب الذي عاشت ولا تزال تعيشه كل المحافظات الشمالية ولعقود طويلة، إلا ان الواقع المؤلم لهذا النظام كان في رفض الشعب الجنوبي لوجوده بعد الانقلاب على الوحدة عوضا عن قبول انظمته وقوانينه التي تفصل حسب ما يريده المتنفذون  وأرباب المصالح .

فمنذُ تاريخ الاجتياح والشعب الجنوبي يناضل بشتى الوسائل المتاحة ويعبر عن رفضه لتلك الحالة المفروضة عليه قسراً وقد تكرس ذلك الرفض في 2007 بانطلاق الحراك السلمي الجامع الذي عبّر عن رغبته الجامحة في حق تقرير المصير واستعادة الدولة، ومنذ ذلك اليوم والشعب الجنوبي يقدم التضحيات الجسام نحو تحقيق اهدافة التي آمن بها واسترخص من اجلها دماء ابناءه الزكية، وفي كل الساحات الجنوبية ترتفع الرايات المعبرة عن تلك الارادة الفولاذية .

النظام اليمني يعرف اكثر من غيره ان الحلول الترقيعية فيما يخص القضية الجنوبية لن تجدي نفعاً ولن تحقق ولو الحد الأدنى من الاستقرار على كافة الاصعدة، ويعرف جيدا ان من يوهمونه بفرض الحلول المعلبة بقوة السلاح انما هم مسترزقون يبحثون عن انفسهم ومصالحهم الذاتيه وسيكونون أول من يتخلى عنه اذا جد الجد وذهبت الامور الى ما لا يحمد عقباه، ولكنه يكابر على نفسه حباً للثروات التي لا تزال ايادي عصابة 7/7 ممتدة اليها وناهشة في مفاصلها .

خلاصة القول ونحن نعيش ذكرى اعلان الحرب على الجنوب في 27 /4 /1994 اي بعد حوالي عقدين من الزمن وتزامنا مع مخرجات حوار قاصر يهدف الى تقسيم الجنوب بغية تمييع القضية وتمزيق الصف الجنوبي .. يجدد ابناء الجنوب العهد الذي قطعه الشهداء باستمرار النضال والمضي قدما نحو التحرير والاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية بكامل تاريخها وجغرافيتها، وعدم الانصياع لأي مشاريع تنتقص او تحجيم لتلك الحقوق التي عمدها ابناء الجنوب بدماء الشهداء فوق كل شبر من أرض الجنوب الثائرة.

لقد حوّل ابناء الجنوب يوم اعلان الحرب عليهم الى مناسبة تظاهرية جامعة  معلنين فيها ان الهوية الجنوبية مازالت وستظل  راسخة في اعماق كل جنوبي رغم كل ما يمر بهم من ويلات ورغم ما يمارسه النظام اليمني من قمع واستخدام للقوة المفرطة لتفرق التظاهرات وتعقب النشطاء،  إلا ان قوة الارداة والإيمان بعدالة المطالب تبقى هي الاقوى من كل سلاح  ..

 * صحيفة يافع نيوز الورقية