fbpx
هادي ومحسن ومعركة كسر العظم

الصراع من اجل المصالح ولو على حساب الدماء والأرواح  , هو عنوان ما يجري في اليمن _  القاعدة تتحرك  با الريموت  كنترول , وكذلك الحروب في صعدة وعمران  فلا يحتاج امر التصعيد لاكثر من مكالمة تلفونية .. وقس على ذلك بقية الأزمات ابتداء بمسلسل الاغتيالات الذي لا تزال فصوله تتابع والدماء تسيل في كل شوارع البلاد وليس انتهاء بافتعال ازمات الوقود والكهرباء ! .

وبحسب المصالح  وبقدرة قادر تتحول المعارك من مكان الى آخر وبأسلوب ذكي وممنهج , يقف معه العاقل حيران _ ومذهول  متسائل عن دهاء ومكر اصحاب تلك العمليات واساليبهم في ادارة الحروب ! فالأحداث على الساحة تبرئ قاعدة بن لادن وتحجمها عن القيام بمثل تلك الاعمال  وبتلك الامكانيات القوية ,التي تكون البصمات المحلية شاهدة عليها وحاضرة في كل تفاصيلها .

عبدربه منصور ووزير دفاعه  لايخفى عليهما ما يجري ولا يغيب عنهما حرف من احرف  المسرحية التي تجري على كل الجبهات , فهما يعلمان من هو الخصم وماهي مطالبه , ويعلم عبدربه  ايضا ان تلك المواجهات قد تتوقف “بشخطة ” قلم يمضي  فيها على ورقة قد تكون على طاولته في حال قبوله , و يعلم أيضا ان بضاعة صالح التي تاجر بها وابتز بها العالم , هي ذات البضاعة التي يحاول عبثا ان يتخلص منها .. بعد ان كان شاهدا مزكّى على عملية التسويق لتلك البضاعة ان لم يكن شريكا في جني ارباحها.

تتحدث وسائل الاعلام اليمنية عن جدية هادي في محاربة القاعدة مستندة على خطابه الاخير الذي ظهر فيه هادي منزعجا الى الحد الذي جعله يتحدث عن توزيع الطعام والتبادل على  الصحون بين الجنود في المعسكرات , ووتحدث في المقابل  وسائل إعلام الأحمر ” القاعدة المزعومه” عن حرب عبثية وفاشلة يقودها الجيش اليمني !وهذا  يدل على ان الأمور قد بلغت مبلغ لا رجعة فيه لكلا الطرفين , فما كان تحت الطاولة قد اصبح اويكاد يصبح خارج عتبة البيت الرئاسي  وسيشاهده القاصي والداني .

الايام القادمة ستكشف عن خفايا طالما حاول كل طرف الاحتفاظ بها في صندوقه الاسود , ولكن الأحداث المتسارعة اجبرت الجميع على كشفها رغما عنه , ومع خروجها سيصاب من لا يزالون يؤمنون بان ثمة ثورة قد قامت بخيبة امل كبيرة حين تتكشف امامهم عورات من ركبوا موجة ثورتهم وقادوها الى حتفها واسترخصوا بذلك دماء الذين سقطوا طمعا في التغيير وبناء الدولة المدنية . فالبلاد تسير نحو الهاوية والأطراف السياسية با أحزابها وتنظيماتها تتهيىء لاستقبال القادم من الاحداث وكل بحسب إمكانياته , ويبقى الشعب هو من سيدفع ثمن القادم كما يدفع ثمن الماضي ولا يزال يدفع ثمن الحاضر .

 

عبدالرحمن الطــحـطــــوح