fbpx
ابناء الجنوب … أحذروا سماسرة حوار صنعاء !

تشهد الساحة الجنوبية هذه الأيام حراكا محموما يقوده بعض المحسوبين على الجنوب ممن حضروا مؤتمر (الحوار الوطني اليمني) الذي احتضنته صنعاء عاصمة الجمهورية العربية اليمنية والذين يعتبرون ما أفرزه ذلك المؤتمر من مخرجات بمثابة انتصار لشعب الجنوب لا يقل أهمية عن انتصار القائد العربي صلاح الدين الأيوبي على الصليبيين واستعادته للقدس (فك الله أسرها) !!!

يستهدف هذا الحراك المشبوه بالدرجة الرئيسية أبناء الجنوب المؤثرين على الساحة من كتاب ومثقفين وقاده ميدانيين ونشطاء سياسيين وحقوقيين وغيرهم ويهدف إلى محاولة إقناع أبناء الجنوب بما توصل إليه مؤتمر الحوار اليمني في صنعاء من نتائج وجرهم إلى الالتحاق بقطار الموافقة على تلك النتائج , ومما يجدر الإشارة إليه أن مؤتمر الحوار الوطني اليمني قد فشل فشلا ذريعا حيث خرج بتقسيم الجمهورية اليمنية التي أصبحت في ذمة التاريخ إلى ستة أقاليم إدارية لأسباب لا تخدم إلا أطماع نافذي النظام القبلي في صنعاء والقوى المتناحرة فيه!!

وتأتي خطوة اقتحام الساحة الجنوبية هذه المرة بطريقة جمعت بين أسلوب العنف والمهادنة فالجيش يقتحم الساحات الجنوبية ويطارد النشطاء في الثورة الجنوبية السلمية ويغتال الثوار وينتهك حرمات المنازل ويثير الفوضى وينشر الرعب بين أوساط المواطنين , وفي نفس الوقت تقوم فرق الحوار بمهامها بين أوساط الجنوبيين مستخدمة لذلك سلاح العروض المغرية التي تبدأ بتوزيع المناصب والهبات المالية ولا تنتهي عند الوعود بتصحيح الأوضاع  المالية والمهنية والتعويضات وإعادة الحقوق و وكل ذلك يصب في نهاية المطاف في خانة وأد الحق الجنوبي من خلال اغتيال القضية الجنوبية بتحويلها من قضية وطنية يناضل أبناءها لاستعادة حقهم في السيادة على تراب وطنهم وتحرير أرضهم إلى قضية مطالب وحقوق وهو الأمر الذي اعتاد عتاولة عصابات صنعاء على إظهاره وتبنيه في خطابهم ونشره في إعلامهم ووسائل تواصلهم مع الإقليم والعالم !!

لاشك أن من حق أبناء الجنوب استعادة حقوقهم وتصحيح أوضاعهم والنهوض بمستوياتهم المعيشية وغيرها , ولكن الضرورة تستوجب  عليهم أن يبقوا كل ذلك في إطار الجانب الحقوقي وان لا يستسلموا لمن يحاول أن يجعل الحقوق مادة للمساومة على أهداف القضية العليا المتمثلة باستعادة السيادة على التراب الجنوبي وتطهير الأرض الجنوبية من رجس الأطماع الفئوية والقبلية لمشايخ صنعاء وعصاباتها , ومن يحاول خلط الأمور وتسميتها بغير مسمياتها للوصول إلى هدف واحد هو شق الصف الجنوبي وإحداث حالة من عدم الثقة بين أبنائه !!

لقد كان لنظام الجمهورية العربية اليمنية جولات كثيرة مع أبناء الجنوب حاول من خلالها مرارا فرض الأمر الواقع عليهم ووأد قضيتهم , وقد شهدت السنوات الماضية هزائم متلاحقة لهذه العقلية الاستحواذية الاستيطانية التوسعية ابتداء من الحرب الظالمة في 7/7/1994م وما سبقها وما تلاها ووصولا إلى مؤتمر الحوار الوطني اليمني الفاشل ونتائجه التي أكدت فشله والقرار الاممي2140الذي كان بمثابة شهادة الوفاة التي أكدت فشل هذا المؤتمر في إيجاد حلولا عادلة لأهم القضايا التي إنما جاء لأجلها وفي مقدمتها ( قضية شعب الجنوب) , وما يحدث اليوم من محاولات التأثير على البعض وشراء ذمم البعض الآخر إنما هو جولة أخرى من جولات الفشل لهذه العقلية البليدة التي تؤمن بسطوة المادة استنادا إلى ثقافة موروثة لدى أهل هذه العقلية أستجر وها من أزمانهم الغابرة !!

لا خلاف على أن المرحلة الحالية من عمر الثورة الجنوبية هي من اخطر المراحل ففيها رمى النظام الحاكم في صنعاء بكل ثقله وبأهم أوراق اللعبة التي يمتلكها وهي (أي المرحلة) ستكون بمثابة فاصلا في مسيرة استمرارية هذا النظام بنفس العقلية التي اعتاد هو ومن سبقه في الحكم  في التعاطي بموجبها مع حق أبناء الجنوب في استعادة وطنهم المسلوب وبين أن تنتقل هذه العقلية إلى خيارا آخر يفرضه أبناء الجنوب أنفسهم من خلال التمسك بحقهم في التحرر وعدم الانسياق لتلبية المشاريع التي تقوم على المساومات التي تنتقص الحق الجنوبي العام وتختزله في المطالب الخاصة التي تكفلت بها القوانين والأعراف الدولية وفرضتها على أي محتل تجاه من يقع تحت طائلة احتلاله من شعوب وقوميات وغيرها !!

ختاما نأمل أن يدرك أبناء الجنوب خطورة ما يمرون به وما يعترض ثورتهم من أخطار ويرتقون بالتالي إلى مستوى المسئولية بالابتعاد عن السير مجزأين في مسالك استعادة الحق , وان يتحمل كل منهم مسئوليته في مجاله ومن موقعه وان يرفعوا شعار (نعم لوحدة أبناء الجنوب) ويتمسكون به, ففي الوحدة الجنوبية انتصارا للحق الجنوبي , ولن يضيع التشرذم الحق الجنوبي في الحرية والانعتاق ولكنه حتما سيؤجل ساعة النصر !!